من الطبيعي أن نقلق بشأن المستقبل، خاصة وأن النفس البشرية تخشى المجهول وتقلق بشأنه، ولكن لهذا القلق مستوى محدد لا ينبغي تجاوزه. فلا يمكن أن أوقف حياتي بأكملها لمجرد خوفي من موقف مستقبلي، قد يحدث أو لا يحدث.
ويوجد بعض الأشخاص يقلقون من المستقبل ويفكرون في نتائجه السلبية، ويستمر هذا القلق لفترات طويلة بدءً من الساعات وصولًا إلى أسابيع وشهور من القلق بشأن موقف لم يحدث بعد. وهذا ما نسميه بالقلق التوقعي أو الاستباقي، وهو عرض من أعراض أنواع القلق العام.
ولهذا القلق الاستباقي أحداث يزيد فيها لدى المصابين به، منها:
- اجتماعات العمل
- العروض التقديمية
- المقابلات العملية أو الشخصية
- حدث اجتماعي هام
- انهيار العلاقات، كأن يتوقع الشخص انتهاء علاقته بشخص ما ويقلق من حدوث الانفصال.
- حالات وفاة أو مصائب متوقعة
- الكوارث الطبيعية
أجد نفسي في بعض الأوقات أفكر في وقوع مصيبة ما وأعيش أجوائها بداخل دماغي وأتعامل معها أيضًا، نتيجة خوفي من وقوعها الفعلي، ولذا تساءلت حول القلق التوقعي، وهل كل قلق مستقبلي يدخل ضمن هذا القلق؟ وجدت أن للقلق التوقعي عدة أعراض يمكن من خلالها تشخيص القلق عمومًا والقلق التوقعي بالأخص، وهي:
- توقع الأسوأ
- الاهتمام بعلامات الخطر المحتملة والتفكير فيها
- التوتر والشعور بالرهبة
- ضيق التنفس وتسارع ضربات القلب
- التشنج والأرق، بالإضافة إلى اضطرابات المعدة.
يمكن أن نصاب ببعض هذه الأعراض دون وجود قلق توقعي، ولكن إن اجتمعت الأعراض مع الخوف المفرط الذي يؤثر على رفاهية الشخص وأدائه، حينها يصبح قلقًا توقعي.
ولتقليل الخوف من المستقبل يُنصح بالتيقن من أن المستقبل بيد الله، ولا دخل للإنسان فيما قد يحدث. بالإضافة إلى محاولة تقليل مصادر التوتر من حولنا والابتعاد عن الكافيين والسكر قدر الإمكان، مع أخذ قسط كافي من النوم.
فهل تشعرون بالقلق من أحداث لم تحدث بعد، وهل يطول هذا القلق؟ وما هي نصائحكم للتغلب على الإحساس الأولي للقلق الاستباقي؟
التعليقات