من المفترض أن يكون الصباح هو الوقت الأكثر نشاطًا في اليوم، حينما نستيقظ وتداعبنا أشعة الشمس فنشعر بحيوية واندفاع للبدء في يوم جديد. ولكن في بعض الأحيان يحدث ما لم تتوقعه، إذ تشعر بانقباض في قلبك وغصة بداخلك لمجرد حلول الصباح. ومن هنا تبدأ مشكلة القلق الصباحي، وهي ظاهرة تشير إلى استيقاظ الإنسان وهو متوتر ومصاب بالقلق، ويؤثر هذا القلق على يومه بأكمله وقد يؤدي إلى انهيار اليوم وقلة الإنتاجية المطلوبة. القلق الصباحي ليس مرضًا بحد ذاته، ولكن ربما يكون مؤشر للإصابة بالقلق العام مما يضعنا أمام منبه للفرد بمحاولة التغلب عليه والتحسين من روتينه اليومي. ولن أخبركم بأنه ظاهرة نادرة، بل على العكس يشعر نسبة كبيرة من الأفراد بهذا الشعور ولو مرة واحدة في حياته. وتشبه أعراض القلق الصباحي أعراض القلق العام من حيث:

  • صعوبة في التنفس وفقدان للوعي.
  • الشعور بالتعب وصعوبة التركيز.
  • التوتر وعدم القدرة في السيطرة على القلق.
  • العصبية وسرعة الانفعال.

وبعض تلك الأعراض تحدث بمجرد الاستيقاظ، وتصبح دليلًا على احتمالية الإصابة بالقلق الصباحي.

وبعد بحث في أسباب القلق الصباحي وجدته مرتبطًا بشكل أو بآخر بالأشخاص الذين يصابون بالتوتر الزائد عن حده في روتين حياتهم اليومية.

إذ نمتلك هرمون يُدعى بهرمون التوتر "الكورتيزول" ووجدوا أن الأشخاص المتوترين بطبعهم يفرزون أعلى مستوى من هرمون التوتر في الساعة الأولى بعد الاستيقاظ، مما يسبب الشعور بذاك القلق.

ولا ننسَ آلية النوم الصحية، فإن نام الشخص وهو قلق أو مهموم، من المتوقع أن يستيقظ مصاحبًا لهذا القلق.

كذلك بعض الأشخاص الذين يتناولون الكافيين في الصباح الباكر يصابوا بالقلق الصباحي، ويؤسفني أنني واحدة من هؤلاء، إذ كوب من الشاي أو القهوة كفيل بإدخالي في حالة من التوتر والأرق الصعب.

وهناك بعض الاستراتيجيات المتبعة لعلاج القلق الصباحي مثل أداء التمارين الرياضية للتخفيف من حدة الشعور بالقلق، ولو كانت تلك التمارين مجرد ممارسة المشي فهو يساهم في ارتخاء العضلات والحد من التوتر والقلق. بالإضافة إلى تمارين التنفس العميق فهي تبعد الإنسان عن التركيز في أفكاره السلبية والتركيز أكثر على الجسم نفسه.

فهل عانيتم القلق الصباحي ولو مرة واحدة، وكيف تمكنتم من التعامل معه؟ وما هي اقتراحاتكم للوقاية من القلق الصباحي؟