السلام عليكم ،ابن خالتي مريض بالاكتئاب والوسواس القهري وتماثل للشفاء لدرجة كبيرة والحمدلله ولكن لاحظت انه يجلس وحيدا ويتحدث مع دمية بلاستيكية وهو يطلق عليها اسم قطقوطه، المهم هو يتحدث معها ويحكي لها عن اسراره وانا خفت عليه ان يصاب بالجنون او اي مرض عقلي مثل مثلا التولبا ، فعل هذا سيؤثر عليه ، يقول لي انه يشعر بأنه لم يعد وحيدا حيث انه لم يكن لديه اصدقاء يوما ، افيدوني ايها الاطباء
هل التحدث مع الدمي يسبب الجنون
التحدث مع الدمى أو مع الذات لا يسبب أي مرض, الذهان أو ما يطلق عليه بالجنون عند العامة أسبابه وراثية أو بتعاطي المخدرات.
ليس شرطًا أن يكون السبب وراثي أو مخدرات، أعرف أشخاصًا أصيبوا بمرض نفسي، نتيجة مرورهم بصدمة نفسي، سواء كان على الصعيد المالي، التعليمي أو حتى العاطفي.
أخبرك بقصة أعرفها منذ صغري، عندما كنت أذهب إلى المدرسة، كنت أرى رجل يقف بجانب حاوية القمامة الموجودة في الشارع الذي كنت أذهب من خلاله إلى المدرسة. المهم هذا الرجل كل يوم على نفس الحال، استغربت لما يقوم به هذا الشخص يجلس بجانب الحاوية ناهيك أنهيرتدي ملابس مقززة. عندما سألت أبي عن الأمر، أخبرني أنّ هذا الرجل ذكي جدًا وكان يحصل على تعليمه خارج المدينة وبعد إن عاد وجمع أموالًا كثيرة، وبين ليلة وضحاها هذه الأموال لم تعد موجودة. شعر الرجل بأنّ مر به كابوس ولكنه عندما ادرك أنّ ما حدث معه هو الحقيقة بذاتها، أصيب بالجنون . الصدمة كانت قوية. أن يذهب وقتًا وجهدك على مر السنين في لحظة واحدة لهو أمر مرعب حقًا!
الذهان أسبابه وراثية أو تعاطي المخدرات أحيانا فيروسات وبكتيريا أو إصابات بالدماغ.
التحدث مع الدمى لا يسبب الجنون.
الصدمات النفسية تسبب اضطرابات نفسية وليس الجنون.
الرجل الذي كنت ترينه لا أحد يعرف كيف فقد ماله وما إذا كان المرض هو سبب خسارته وليس العكس, لا تسبب الصدمات الجنون بهذا الشكل.
لسنا أطباء ولكن طالما أن هذا الشخص تماثل الشفاء فلا داعي للقلق، ربما هذا نتيجة أنّ هذا الشخص شعر بالعزلة وأنه فقد الدعم والمساندة أو أنه لم يعد يثق في الآخرين في فترة ما، لهذا لجأ إلى أن يعتبر الدمى بمثابة الاصدقاء الموثوق بهم.
لازال قريبك يعاني من ازمة صحية نفسية وهنا لابد من اخضاعه لبرنامج نفسي يوقف عنده الانفصال عن الواقع وان يتم معالجة ما يعاني منه بصورة مبرمجة لكي لا تتدهور اموره ويبدا في التوسع بالحديث مع الجماد او الامور الخيالية.
ربما تعرض هو لصدمة عنيفة او وقع تحت تاثير مؤثر اقوى من قدرته على تحمله وربما لديه مشكلة عقلية لهذا فان الطبيب النفسي هو من يمكنه تشخيص الحالة وبالبدء ببرنامج العلاج الذي قد يتنوع بين
- برنامج دوائي تخصصي
- برنامج سلوكي وادراكي
- برنامج مشاركة جماعية
افيدوني ايها الاطباء
لست طبيبة لكنني لا أرى أن الامر قد يصل إلى الجنون، ولو تلاحظ تجد حتى الكبار يتحدثون مع قططهم وكلابهم ولا يشعرون بالوحدة في وجودهم وما إلى ذلك
وقد لاحظت أيضا ابنة عمي الصغيرة التي تحدث دميتها وتغير ملابسها وتحكي لها قصص النوم، لكن الأمر لم يؤثر عليها وهي الآن أقرب للبلوغ لكنها لازالت تفعل ذلك، ربما لأنه مريض قد يؤثر ذلك عليه ويحتاج قليلا الخروج من عزلته ووحدته وأن لا تكون الدمية رفيقته الوحيدة.
مسألة التحدث والبوح اراها جد طبيعية، وتقريبا كلنا عندما كنا صغارا كنا نلجئ الى العابنا للاستمتاع معها وخلق حياة لهم نراها مثالية وتشبهنا.
المفيد انه يتحدث ويشارك ما بداخله، لكن المشكلة عندما يكون صامتا لا ينظر ولا يستجيب هنا يمكن ان تخاف ولكن لم يحدث هذا الامر مع ابن خالتك هذ الامر.
الحديث إلى البطة المطاطية !
بدل أن تخبر أحداً بمشكلتك ، أخبر بطة مطاطية ، إن هذا مفهوم شائع في مجال تطوير البرمجيات وأحياناً يعرف بمصطلح "تشخيص أخطاء البطة المطاطية" وهو أن تكون لديك بطة مطاطية بجوار حاسوبك وعندما تكون لديك مشكلة لا تستطيع حلها تشرحها لبطتك المطاطية .
فوائد الحديث مع البط المطاطي :
_ أنه لا يقول لك أنه مشغول جداً وليس لديه وقت لسماعك.
_لا يقاطعك .
_لا يتثاءب .
يمكنك أيضاً أن تكتب مشكلتك في رسالة و تتخيل أنك سترسلها إلى البطة أو شخص ما _رغم أنك لن ترسلها_
الخلاصة أن الحديث عن مشكلتك سواءً مع شخص أو حتى بطة مطاطية سيساعدك على تبسيط المشكلة وإيضاحها لعقلك قدر الإمكان مما سيسهل عليك حلها
المصدر : كتاب اختراق المخ
التعليقات