هل السهر مضر بالصحة؟

نعم السهر بالليل مضر بالصحة، لكن هنالك فرق بين:

• السهر ليلاً دون الحصول على قدر كافِ من النوم نهاراً، أي قلة النوم بشكل دائم.
• و بين تغيير نمط حياتي و نومي إلى السهر ليلاً و النوم نهاراً. كما في حالات العمل التي تتطلب مناوبات ليلية مثلاً.

إن كان الأمر من النوع الأول، فهو ضار لا محالة. و إليك تأثير ذلك على المدى القريب و البعيد.

تأثير قلة النوم على صحة الجسم و المضاعفات الناتجة عنها و الفوائد الناتجة عن النوم:

أما إن كان الأمر من النوع الثاني. فالضرر أخف، ويمكن التعامل معه. إنما يبقى موعد الاستيقاظ نهاراً و النوم ليلاً هو الأفضل لصحة الجسم. و السبب:

• 1) الساعة البيولوجية في الجسم، تعمل بشكل فطري (بواسطة الدماغ)، و تستجيب بشكل أساسي لتأثير الضوء و الظلام. تبرمج الجسم على العمل و زيادة النشاط في النهار، و الشعور بالنعاس و انخفاض الطاقة في الليل.

يمكننا تغيير إيقاع الساعة البيولوجية لدينا تبعاً لأنماط حياتنا و طبيعة عملنا. المهم الحفاظ على الإيقاع اليومي على مدار 24 ساعة. النوم و الاستيقاظ في نفس المواعيد يومياً، للحفاظ على صحة الجسم.

لكن هذه هي الفطرة التي خلقنا الله عليها. قال تعالى: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) [سورة النبأ]

لمزيد من المعلومات عن الساعة البيولوجية، إليك المقال التالي:

أهمية الساعة البيولوجية في الجسم و تأثيرها على الصحة و المرض:

• 2) هرمون النمو ضروري جداً لصحة الجسم للكبار و الصغار و ليس فقط للأطفال. فهو المسؤول عن ترميم الأنسجة التالفة و حرق الدهون و أداء عمليات الاستقلاب و إنتاج الطاقة.

يتم إفراز هرمون النمو بأقصى مستوياته خلال النوم ليلاً. و ليس نهاراً! أي يتم إفرازه في النهار كذلك، لكن أعلى نسب إفرازه تكون في الليل أثناء مرحلة النوم العميق.

ما هو الفرق بين النوم الخفيف و النوم العميق و أهم النصائح لتعزيز طبيعة نومك:

و بالتالي عند تغيير نمط حياتي لشخص ليلي، ستنخفض نسبة هرمون النمو لدي، و بالتالي سينعكس ذلك سلباً على صحة الجسم.

أما عن طبيعة بعض الأشخاص التي تميل للسهر و الإنتاج ليلاً أكثر من نهاراً، هذا صحيح و أعلم العديد من الأشخاص يكون إنتاجهم أعلى بكثير أثناء الليل. أعتقد أن الأمر بحُكم العادة و ما يفضله كل منهم حسب نمط حياته.

طالما يتم تعويض النوم في النهار بمواعيد ثابتة يومياً و الحصول على قدر كافِ من النوم المتواصل 8 ساعات. الأمر مقبول و الضرر أخف. لكن الأفضلية لحياة النهار و نوم الليل.

فردوس الكل يدرك بأن السهر مضر بالصحة، ببساطة جسمنا يحتاج من 6-8 ساعات من النوم وعلى فترات منتظمة. تخيّلي بأنك لم تنامي ليلًا ولديك في الصباح دوام جامعي أو دوام عمل وما إلى ذلك، أخبريني هل ستذهبين بكامل نشاطك؟! الأمر مريب حقًا!

السهر يؤثر على الجهاز العقلي والهضمي وعلى القلب وحتى على صحة بشرتك ربما ستبدو أكبر سنًا وأنت في عمر صغير. هناك دراسات كثيرة تناولت هذا الموضوع، بعض قال أن السهر يعجل من موت الشخص ودراسات أخرى أفادت أن السهر يؤثر على دماغ الإنسان. فلا شك أن السهر مضر بشكل كبير.