هل تعلم أننا ممكن أن نكون مصابين الآن بجرثومة المعدة ونحن لا نعلم؟ نعم، لنتخيل سويًا المسبب الأول لسرطان المعدة والقرح المعدية ينمو بداخلنا كل يوم منذ صغرنا. في إنجلترا حوالي 40% من الناس لديهم جرثومة المعدة في أمعائهم، أو على نطاق أوسع فهي موجودة لدى ثلثي العالم، إنه أمر شائع لا نقلق. 8-9 من أصل 10 من مَنْ لديهم جرثومة المعدة لا تسبب لهم مشاكل، لذلك لنطمئن.. بعض الشيء.

الاسم العلمي لجرثومة المعدة هو "Helicobacter pylori"، تلك البكتيريا تستوطن القناة الهضمية لجسم الإنسان، خصوصًا المعدة والأمعاء، السؤال البديهي الذي يتطرق علينا الآن، لقد درسنا منذ الصغر أن بيئة المعدة بيئة حمضية يوجد فيها HCL للهضم وللحماية من العدوى، كيف لتلك الجرثومة العيش كل هذه الفترة في تلك البيئة؟

هذه البكتيريا ضيف ثقيل على المعدة لا تترك الأشياء في أماكنها، فعند دخولها المعدة تقوم بالاختباء تحت الطبقة المغطية لجدار المعدة، وبتلك الآلية تختبئ من حمض ال HCL، هي في الأساس ليس هدفها الإيذاء، هي مجرد تريد العيش.. ألم نرى مجرمين يبررون جرائمهم، أنهم كانوا يريدون فقط العيش؟

هنا تكمن المشكلة، عند هروب تلك البكتيريا من حمض المعدة تظهر فجوات في بطانة المعدة، وتلك الفجوات تتخللها أحماض المعدة، ونتيجة لذلك تتكون قرح المعدة لأن المعدة في النهاية عبارة عن بروتين، ومهمة تلك الأحماض في الأساس هو هضم البروتينات، أي في النهاية المعدة تبدأ في أكل نفسها!

الأمر لا يتوقف عند هذه المأساة، جرثومة المعدة تعتبر أقوى عامل مؤثر لحدوث سرطان المعدة، وسرطان المعدة هو ثاني أكثر سرطان مسبب للوفاة في العالم. 

للعلم جرثومة المعدة مُكتشفة فقط منذ عام 1983م، أي أن الدراسات عليها ما زالت مستمرة، لذا إلى الآن طريقة الأساسية لانتقال العدوى غير معروفة، لكن أغلب المصادر ترجح انتقالها من شخص لآخر عن طريق اللعاب "هذا الذي يرجح انتقال العدوى منذ الصغر بين الأطفال"، وبالطبع الانتقال عن طريق الماء والطعام المحمل بالعدوى.

إذا شعرنا بآلام في المعدة وحموضة مستمرة، فهذا يمكن أن يكون دليل على وجود قرح في المعدة، لذا يلزم استشارة الطبيب مباشرة وعدم الاتجاه لأخذ أدوية من أنفسنا دون استشارة حتى لا تسوء الحالة أكثر. لحسن الحظ مع حداثة تلك العدوى إلا أن علاجها موجود ومتوفر، يتضمن بعض المضادات الحيوية وأدوية تقلل من حموضة المعدة.

أخبروني الآن، هل أصابتكم مشاكل في المعدة من قبل؟ ومن رأيكم ما هي أكثر العادات السيئة التي تؤدي إلى تلك المشاكل؟