السلام عليكم

جئت لأحكي تجربة سيئة وألمتني نفسيا بشكل لم أكن أتصوره.

قدمت عرضا على مشروع لإعادة كتابة مجموعة من الكتب من البي دي إف إلى الوورد، تحدث معي العميل وطلب مني كتابة 12 صفحة كعينة ( أنا من اقترحت عليه هذا العدد من الصفحات في العرض). وفعلا بدأت في نفس الوقت بالكتابة وأردت بعث  العينة وعدم تأجيلها إلى الغد بحكم كان الوقت متأخرا، فبقيت أكتب حتى السادسة صباحا، وبعد الانتهاء راجعت المكتوب جيدا وتأكدت من خلوه من أي خطأ. ثم بعثت له مباشرة وأرفقت له رسالة بأنني في انتظار رده وملاحظاته، وفي نفس الأثناء كنت أعاني آلاما مبرحة على مستوى عيني اليمنى جراء تركيزي على شاشة الحاسوب خاصة وأنني أعاني من حساسية العينين وشاءت الأقدار أن تتكسر نظارتي في نفس اليوم فاضطررت إلى الكتابة بدون نظارات.

نمت تقريبا ساعة ونصف فقط بحكم أنه يجب علي الذهاب باكرا إلى الدراسة.

عدت وانتظرت رده، ولكني لم أجد شيئا، بعد يومين بعثت له لأستفسره..لا رد أيضا.

بعد مرور بضعة أيام اكتشفت أنه قد قام بتوظيف شخص آخر.

ما أريد أن أوضحه هو أنني لا ألومه إطلاقا لأنه لم يقم بتوظيفي، بالعكس أنا أتقبل ذلك بكل سرور ولست مادية بحيث يهمني التعامل والتقدير أهم من أي شيء آخر، حتى عروضي قليلة جدا رغم وجود مشاريع كثيرة أستطيع إنجازها ولكن أختار فقط التي أستطيع إنجازها بشكل ممتاز.

حز في نفسي كثيرا عدم رده وأصابني بنفور من العمل الحر، خاصة وأنه يعلم أنني بذلت مجهودا في الكتابة وسلمت العمل في وقت قصير جدا، وكنت لأعذره لو كانت العينة عبارة عن مقال أو تصميم..الخ يحتمل أن يكون دون المستوى فيكون محرجا من إخباري بذلك. ولكن هذا مجرد نسخ، وقمت به على أكمل وجه.

على الأقل وأضعف الإيمان أن يرسل لي اعتذار أو أن يشكرني على المجهود معتذرا، أو أن يشكرني فقط دون توظيف أو اعتذار أو أن يبعث بنقطة...!!!! فلم يكن بوسعي إلا أن أردد حسبي الله ونعم الوكيل في كل مرة وأعود وأذكر أن ردة فعلي هذه ليست لعدم توظيفه لا وألف لا..ردة فعلي ناتجة عن الإهانة التي أحسست بها وأنا أبعث رسالتين استفساريتين ويقرأها ثم لا يرد، رغم المجهود الذي بذلته.

مرت على هذه الواقعة ثلاثة أشهر وما جعلني أتذكرها هو أنني كنت أطالع عروضي وقادني فضولي إلى تفقد ذلك المشروع وبعد ثلاثة أشهر من توظيفه للمستقلة التي اختارها ألغى العمل لأنها على ما يبدو تماطلت في إنجازه.

أيها العميل أنت لا تتعامل مع آلة أنت تتعامل مع كائن بشري  لذلك راجع تعاملك، يكفي أننا نقبل أحيانا بأسعار قليلة ونتحمل ضغط العمل والجلوس لساعات أمام الحاسوب، لقلة الفرص المتاحة في الواقع. فلا تزيدوا طينتنا بلة. وحسبي الله ونعم الوكيل وكفى بالله حسيبا