كيف أطلب توضيحات من العميل أثناء المشروع دون أن أبدو في نظره غير محترفة؟

عامة أعتقد أن العميل يجب أن يفضل المستقل الذي يسأل ويحرص على فهم التفاصيل الدقيقة بدلا من المستقل الذي يقوم بتنفيذ المشروع كله دون الرجوع للعميل ويفاجئه بالمنتج النهائي الذي قد لا يكون متماشي مع ما يريده، وبالتالي فأعتقد شخصيا أن كثرة الأسئلة تدل على احترافية وليس العكس

بكل بساطة قدمي الأمر على هيئة مقترحات أو خبرات سابقة، مثلاً "مرحباً أخي طلبت مني أن أكتب عن موردي الغذاء في القاهرة هل تريدهم في جدول أم لكل مورد فقرة بحيث يكون الحديث عنه أوسع ؟" أو "سابقاً عملت على هذه المهمة لكن طلبها عميل بطريقة كذا وطلبها الآخر بطريقة كذا لذا وضح لي أكثر فأنا أريد أن تكون راضي تماماً عن ما تحصل عليه

معكِ حق عن نفسي بمر بالمواقف ده كتير، الكلمات مراوغة، ويختلف تفسيرها من شخص لآخر ، عندما يحدث لي هذا الموقف أحاول التحدث مع العميل واستيضاح المطلوب، أو حتى مطالعة أعمال المستقلين السابقين من أجل فهم المطلوب أو الاطلاع على نماذج يعتبرها العميل مثالية بالنسبة له من أجل فهم طريقة تفكيره بشكل أفضل.

أواجه ذلك أحياناً لكن أرجع وأكتشف أن محبتي لل perfection هي السبب وراء كثرة أسئلتي لأنني أريد أن يكون العمل مثالياً من أول مرة..

أتغلب على هذه النزعة أحياناً بأن أرسل رسالة للعميل أشرح له أولاً ما سيتم في العمل، ثم أسأله لو كان يريد أن يضيف شيئ آخر..

كما لا توجد مشكلة لو أرسلنا العمل للعميل وطلب تعديلات أو زيادات، نحن كبشر نميل لقانون يجبرنا أن لا نهدر أي جهود، فنريد أن يكون العمل مثالياً مكتملاً من أول محاولة، ونتخيل كل ما عدا ذلك كنوع من الفشل..

لكن الحقيقة أن الحياة الطبيعية نفسها تعلمنا أن الجهود المهدرة جزء طبيعي من الحياة، فلو نظرنا لأي مفترس سنجد أن 80% من محاولاته تفشل، وبالمثل بالنسبة لنا يجب أن لا يمثل لنا مشكلة أن بعض محاولاتنا لا تأتي بنتيجة..

طالما أنها تفصيلة بسيطة فأنا لا أسأل عنها بصراحة، بل أحاول الوصول إليها بالبحث والاطلاع حتى لا أرهق العميل بالتفاصيل الصغيرة، وبشكل عام أعرض على العميل مقتطفات من عملي من وقت لآخر على شكل مراحل، حتى أتأكد من أنني على الطريق الصحيح وأترك له مساحة للتعديل أو التوضيح إن لزم الأمر، وبهذا أظهر له حرصي على الجودة من دون أن تبدو أسئلتي دليلًا على ضعف خبرة.

الفرق بين أن يُفهم على أنه “تردد” أو يُنظر إليه كـ”احترافية واهتمام بالتفاصيل”.

يمكنك مثلًا أن تربطي استفسارك بهدف العميل بدلًا من التركيز على نقص المعلومة، كأن تقولي:

“لضمان أن النتيجة النهائية تعكس رؤيتك بدقة، هل تفضل أن يكون … بالطريقة (أ) أم (ب)؟”

أو:

“حتى أتمكن من إخراج العمل متسقًا مع أسلوبك المعتاد، أحتاج تأكيدًا حول …”

بهذا الشكل، يظهر أنك تفكرين في الجودة والاتساق، لا أنك مرتبكة. أيضًا من المفيد أن تطرحي خيارات، بدلًا من مجرد سؤال مفتوح، فهذا يبيّن أنك فكرتِ بالحلول مسبقًا وتطلبين فقط توجيهًا نهائيًا.

كذلك، يمكنك أن تستخدمي جملة تمهيدية تُشعر العميل بالاطمئنان مثل:

“كل التفاصيل واضحة بالنسبة لي تقريبًا، فقط هناك نقطة صغيرة أود التأكد منها لتكون النتيجة على أعلى مستوى.”

هذا الأسلوب يترك الانطباع بأنك مستقلة متمكنة وتديرين مشروعك بوعي وحرص.