تخيل أنك تستيقظ متأخرًا، تعمل ساعة أو ساعتين من أي مكان، وتكسب أضعاف راتبك السابق…
تخيل أن حياتك أصبحت مليئة بالسفر، الحرية، والدخل غير المحدود…
جميل، أليس كذلك؟
لكن دعني أكون صريحًا:
هذه الصورة التي يروّجها المحتوى عن العمل الحر، في 90% من الحالات… وهم.
بعد سنين من الخبره في العمل الحر، يمكنني اخبارك و بكل اسف، انالواقع مختلف تمامًا، وأحيانًا يكون أصعب وأرهق من أي وظيفة تقليديه،
في السنوات الأخيرة، أصبح العمل الحر كلمة السر التي يتداولها الكثير من الشباب العربي.
محتوى لا نهاية له على يوتيوب وفيسبوك وتويتر يعدك بأنك ستتحرر من الوظيفة، تكسب أضعاف راتبك، وتعمل من أي مكان وأنت تحتسي قهوتك في مقهى أنيق.
لكن، بعد التجربة، سأقولها بصراحة: العمل الحر ليس كما يروّجون… وربما هو أكبر كذبة باعونا إياها.
حرية الوقت؟ على الورق تبدو رائعة، لكن على أرض الواقع ستعمل أكثر من أي موظف، ولساعات غير محدودة، وأحيانًا بلا إجازة.
دخل أكبر؟ ليس دائمًا، فقد تمر بأسابيع أو أشهر بلا عمل، وتقبل مشاريع بأجر أقل فقط حتى تستمر.
راحة نفسية؟ مواعيد التسليم الصارمة، والعملاء الصعبي المراس، قد يجعلونك تحت ضغط دائم.
العمل من أي مكان؟ صحيح، لكن الأغلب سينتهي به المطاف يعمل من غرفته لساعات طويلة دون أي تغيير في الروتين.
المنافسة تحولت إلى حرب!
اليوم، منصات العمل الحر أصبحت ساحة مليئة بآلاف المستقلين الذين يتنافسون على نفس المشروع.
بعضهم يخفض أسعاره بشكل كبير ليفوز بالعميل.
عملاء يريدون جودة عالية، بسرعة، وبأقل سعر ممكن.
تقييم واحد سلبي من عميل غير منصف قد يدمر سمعتك ويصعّب حصولك على مشاريع جديدة.
عندما تبدأ رحلتك في العمل الحر، الحماس يكون في أعلى مستوياته.
أول مشروع، أول تقييم إيجابي، أول تحويل مالي… كلها لحظات لا تُنسى.
لكن مع الوقت، يبدأ الشغف بالتآكل:
الإرهاق المستمر.
عدم الاستقرار المادي.
اختفاء الحدود بين وقت العمل ووقت الراحه.
أين المشكلة؟
هل نحن كمستقلين لم نضع لأنفسنا أنظمة وقواعد واضحة لإدارة وقتنا وأعمالنا؟
أم أن السوق تغيّر، وأصبح أكثر صعوبة وتشبعًا من قبل؟
وهل ما زال الدخول للمجال اليوم ممكنًا بسهولة، أم أنه أصبح يتطلب رأس مال وجهد تسويقي كبير؟
لذا اسئلتي لكم باختصار:
1. إذا كنتم تعملون بشكل حر، هل ما زلتم تشعرون بنفس الشغف الذي بدأتم به؟
2. ما هي أكبر صدمة واجهتكم بعد دخول هذا المجال؟
3. لو عاد بكم الزمن… هل ستختارون العمل الحر مجددًا أم وظيفة ثابتة؟
اعلم ان كلامي قد لا يعجب البعض، لكن هدفي أن نتحدث بواقعية بعيدًا عن الصورة الوردية. شاركوني تجاربكم بصراحة، فربما تساعدون شخصًا على اتخاذ قراره بناءً على الواقع لا على الأوهام.
التعليقات