دائما هناك اشياء يتمنى المرء ان يقوم بها بلا مقابل لمجرد انه يريد ان يشعر انه انسان فاعل ويقدم حالة إيجابية للمجتمع ككل
ما هي المهنة التي يمكنك أن تعمل بها بلا مقابل
انا فعلاً قمت بالتجربة دي وفتحت مكتبة بالمجان لأهالي قريتي، قدمت الكثير من الأنشطة بالمجان ولكن للأسف التجربة لم تستمر
أتمنى إدارة جمعية خيرية، هدفها مساعدة الناس لتحقيق أهدافهم بطريقة عملية، وليس تقديم المساعدات المادية، اعمل بمبدأ علّمني الصيد أُطعِمُك مدى الحياة، وحتى يكونوا ببداية الطريق يكملوا بمفردهم، ممكن تعليم مهارة أو حرفة وهكذا
نشاط متميز، لكن برأيي يساعد الأجر في الالتزام أمام العمل وحتى في التغلب على الصعوبات، لأن من يأخذ أجر يشعر أنه يقوم بالعمل على سبيل أن يوفي بمقابل ما أخذه من أجر ويكون أكثر إصراراً وعزيمة، لكن من يقوم بعمل بدون أي مقابل تتغلب عليه المصاعب ويشعر أنه ينفق وقت وجهد من عنده ومع ذلك تتعسر الأمور ويراها أكثر صعوبة مما هي فعلاً..
هذه الأعمال بها من القيمة التي تتجاوز موضوع الأجر، وهذا يختلف من شخص لآخر، فمثلا بالنسبة لي المساعدة فعل أحبه لقيمته النفسية، وأشعر بسعادة كبيرة من ذلك، والأجر هنا لا يمثلي شيء
صراحة أنا أحب أعمال كثيرة وأشعر بإيجابية وأنا أقوم بها، لكني لا أحب القيام بأي عمل بدون أجر، بل أرى أن الأجر عبارة عن نوع من التقدير للمجهود والإتقان الذي أبذله للعمل وكلما زاد الأجر كان أفضل، لكن حتى تتضح الصورة كاملة مهما كان العمل الذي أقوم به لو رأيت أن هناك شيء ينقصه حتى يكون كاملاً سأفعل هذا الشيء بدون أي أجر ليصبح العمل كامل ومتميز..
بصراحة، أرى أن كل منكما تناول جانبًا مهمًا من الموضوع، لكن كلا الرأيين بدا وكأنه يميل إلى زاوية واحدة فقط. نورة، حديثك عن العمل الخيري كفعل إنساني نابع من الرغبة في المساعدة يحمل الكثير من المعنى، لكن في الواقع، ليس الجميع قادرًا على العطاء المستمر دون دعم، خاصة في ظروف اقتصادية صعبة. أما جورج، فكلامك منطقي من حيث أهمية الأجر في خلق نوع من الالتزام، لكن اختزال الدافع في المقابل المادي قد لا يكون دقيقًا دائمًا، فهناك من يعمل بشغف حقيقي وإيمان بالفكرة، حتى دون مقابل. ربما يكون التحدي الحقيقي هو إيجاد نموذج يوازن بين القيمة الإنسانية والدعم العملي، بحيث يستمر العمل ويتسع دون أن ينهك من يقوم به؛ لذلك أنا أرى أن التطوع بمقابل مادي، حتى وإن كان رمزيًا، هو صيغة أكثر توازنًا وواقعية. لأن العمل دون أي مقابل قد يبدو مثاليًا في بدايته، لكنه مع الوقت قد يُرهق صاحبه، خاصة إذا تراكمت المسؤوليات وشعر أنه يعطي دون أن يُقدَّر. المقابل المادي لا يُفقد العمل قيمته، بل قد يكون وسيلة لضمان الاستمرارية والجدية، دون أن يلغي المعنى الإنساني أو الرغبة في المساهمة بحيث أن الهدف لا يكون تحقيق الربح وإنما نشر الفائدة والقيام بدور مجتمعي.
وجود الأجر لا يمنع وجود الشغف بالعمل، يمكن أن نتقاضى أموال تليق بمجهودنا ومع ذلك لا يكون المال هو الحافز الأول والأخير بل حافز ثاني وجانبي.
أما عن تقاضي مبلغ رمزي فهذا حل وسط والحلول الوسط ليست مجدية في كل الحالات، فمن ناحية من يتقاضى مبلغ رمزي لم يقم بالعمل كله خالصاً لأجل القيمة المعنوية، وفي نفس الوقت لم يتقاضى ما يكفي ليجعله يشعر بالتقدير لعمله..
أرى العكس تمامًا. فأنا نفسي طبيعتي تأبي أن أتقاضى - ولو فرض علي أحس بنقص في الهمة وفتور فيها وفي التطبيق - أي أموال لو شغفت بعمل ما. يعني مثلًا أنا أحب العمل الوعظي الإرشادي وأعمله عن حماسة وهمة كبيرة لأني أحس الأجر ليس في هذا العالم وأحتسبه ولو فرض علي ان آخذ أجرًا ولو بسيطًا ربما أمتنع عن الآداء. هناك من الناس مثلي فليس كل الناس يأتون أعمالاً وهم يطلبون من وراها أجراً وإلا لم يعد شغف بل مهنة أو حرفة نتعيش منها فقط.
بالنسبة لي كانت مهنة تنفيذ مشاريع الإغاثة والتنمية المجتمعية وقد بدأت بها بالفعل بدون مقابل لأكثر من ثلاثة سنوات مع الوقت حصلت على وظيفة ثم ترقية في الأخرى واليوم أن مسؤول إداري من أصحاب الكفاءة هناك.
أظن أي شخص سيبدأ بشئ يحبه ثم يبذل به جهد سيحقق أفضل نتيجة فضلاً عن حبه للعمل وراحته به ويشعر أنه يمارس هواية لا عمل به ضغط وجهد.
التعليقات