الضرائب على المستقلين .. ما المقابل الذي نحصل عليه حين تُفرض علينا الضرائب؟

شخصيا لا أفهم سبب فرض ضرائب على المستقلين، وربما المشكلة هي أن الأغلب لا يرون الضرائب كمبلغ يدفع مقابل الحصول على خدمات معينة، بل الكثيرين يعتبرونها أشبه بغرامة أو جزية يجب دفعها بدون استفسار، وهذه هي المشكلة ولهذا يتم طرح موضوع فرض الضرائب على المستقلين من منظور "هما ازاي بيكسبوا من غير ما يدوا الدولة حاجة" دون النظر لما قدمته الدولة للمستقل أصلا لكي ينجح في العمل الحر

لا أعلم لماذا استفزني الأمر جدًا، خاصة أننا كمستقلين بالفعل لا نشكل أي عبء على الدولة، بل بالعكس ندير عملنا بالكامل بأنفسنا دون أي دعم أو خدمات تقدم لنا، وأشعر أن الغرض ببساطة هو الاستفادة وأخذ أموال بأي شكل، وكأن الدولة تكتشف فجأة وجودنا فتقرر أن تأخذ منا دون أن تقدم بالمقابل شيئًا يُذكر. برأيي نحن لا نحتاج شيئًا كبيرًا، وإن كان لا بد من تحسين فعلي فليكن في تطوير طرق الدفع اللي تقريبًا مش موجود منها غير فيزا البريد، ودي كمان الموظفين نفسهم مش عارفين خدماتها، مؤخرًا كنت أتحدث مع بعضهم واكتشفت إنهم حتى مش عارفين يعني إيه باي بال! فلو الدولة فعلاً تريد الدخول في هذا المجال، على الأقل تبدأ بتثقيف موظفيها وتسهيل التعامل وليس فقط فرض الضرائب.

الضرائب لو عدت للشريعة الإسلامية لوجدت أنها في غالب الأحيان أكل لأموال الناس بالباطل! خاصة عندما يكون لدى الدولة أموال في بيت مال المسلمين ويكفي لسد احتياجات الدولة.

لكن الدول اليوم للأسف لا تحكم شرع الله، لذلك نعيش في مثل هذه التخبطات.. استيراد لأنظمة أجنبية وتطبيقها دون وعي أو دراسة حقيقية لطبيعة الشعب وقيمه ودينه وثقافته.

أعتقد أنه ليس للحكومات حق في فرض الضرائب لا على المستقلين ولا على غيرهم، إلا في الحالات الضرورية التي تحتاج فيها الدولة لأموال لتغطي احتياجات الشعب.

لكن هذا الكلام صعب التحقيق، ولا يجب أن يؤدي بنا لكره بلداننا أو الوقوف ضدها، رغم كل شيء، نتمنى لبلداننا الازدهار والتطور والنجاح، والأمن والأمان.

أرى أن الدولة تُقدم عدد من التسهيلات التي تعمل على تطويرها لاحقا، باختصار، هذه التسهيلات، تفتح لك المجال للتحول إلى رائد أعمال ناجح، وهذا لن يحدث إلا بالتنسيق مع الدولة للاستفادة من خدماتها أو مواردها. التي نستفيد منها حتى بدون أن تشعر، مثل الإنترنت المدعوم، الغير متوفر في بعض الدول النامية، وأنا لا أعد مصر دولة نامية.

أرى أن المشكلة الأساسية لا تكمن في مبدأ دفع الضرائب نفسه بل في شعور المستقل بأنه لا يحصل على مقابل حقيقي من الدولة لقاء ما يُفرض عليه فالكثيرون لا يرفضون المساهمة لكنهم يحتاجون إلى رؤية خدمات فعلية تعود عليهم كأفراد يعملون لحسابهم الخاص ومن دون هذه الثقة المتبادلة سيظل موضوع الضرائب مثيرًا للجدل لأن الطرح دائمًا ما يكون من منظور كيف يربح هذا الشخص دون أن يدفع بدلًا من أن نتساءل ماذا قدمنا له ليشارك طوعًا شخصيًا لا أتفهم فكرة فرض الضرائب على المستقلين في حين أن معظمهم اعتمد على نفسه في كل شيء من التعليم الذاتي إلى بناء المهارات إلى التسويق والحصول على العملاء دون أن يكون للدولة دور في أي من هذه المراحل ومع ذلك يُحاسب على أرباحه كأنما تلقى دعمًا أو تسهيلات لم تحدث أصلًا