في عالم العمل الحر، لا يكفي أن يكون المستقل مبدعًا فقط، كما أن الالتزام وحده لا يضمن دائمًا نتائج مميزة. بعض المستقلين يتميزون بإبداعهم اللافت ولكنهم يتأخرون أحيانًا في تسليم الأعمال، بينما آخرون ملتزمون بدقة في المواعيد لكن إنتاجهم قد يكون تقليديًا أو أقل من المتوقع. لذا، كصاحب مشروع، أيهما تفضّل؟ المستقل المبدع حتى لو تأخّر قليلًا أم المستقل المنضبط الذي يسلّم في الوقت تمامًا حتى لو كانت النتيجة عادية؟
كعميل، هل تفضّل المستقل المنضبط في مواعيده أم المبدع ولو تأخر؟
أفضل المستقل الذي يوازن بين الإبداع والانضباط.
لكن إن اضطررت للاختيار، أُفضّل المبدع الذي يتأخر قليلًا بشرط أن يكون التأخير معقولًا ومبررًا، لأن الجودة والإضافة الإبداعية تصنع الفارق في النتيجة النهائية.
أما الالتزام دون تميّز، فقد يوفّر الوقت، لكنه لا يحقق الأثر المطلوب.
مستقل يفهم السياق، ويوازن بين الإبداع والانضباط.
لكن إن خُيّرت… أختار المبدع بشرط أن يعرف كيف يُدير تأخيره باحتراف، أن يخبرني أنه يعمل على شىء محدد لا أن يتركه مفاجأة.
لفتني حديثك عن أهمية أن يُدير المستقل تأخيره باحتراف، لكنني أعتقد أن العميل أيضًا له دور في هذه المعادلة. فحين يُبقي قنوات التواصل مفتوحة، ويُحدد توقعاته بوضوح منذ البداية، يُسهل على المستقل أن يُبلغه بأي مستجدات دون حرج. أحيانًا لا يكون التأخير في الإبداع، بل في غياب الوضوح أو الشعور بعدم الأمان في التواصل.
سؤال ذكي ويمثل معضلة حقيقية، اعتقد اختيار المستقل يعتمد على نوع المشروع ، مثلاً إذا كان مشروع يعتمد على الابداع مثلاً صناعة هوية تسويقية لعلامة تجارية، أو حملات إعلانية ، فالأمر يحتاج للكثير من الإبداع حتى يحدث التأثير المطلوب فسأختار المستقل المبدع حتى لو تأخر قليلا، أما إذا كان المشروع يعتمد على الكم مثلاً كتابة أخبار ويحتاج المشروع لتحديث اولا بأول، فلابد من اختيار المستقل المنضبط.
الأمر يعتمد أيضاً على احتياجات العميل هل يحتاج لإبهار الناس أم يحتاج لإنهاء عمله وفق جدول زمني محدد ومظبوط
لفتني تقسيمك بحسب نوع المشروع، وهذا فعلاً تصنيف واقعي. لكن أحيانًا يُبالغ بعض العملاء في تفضيل الإبداع حتى في مشاريع لا تحتمل التأخير، ظنًا أن الإبداع سيعوّض عن الوقت. بينما في واقع الأمر، بعض المشاريع تحتاج لإنجاز دقيق أكثر من إبهار بصري أو لغوي. فالتحدي الحقيقي ليس في اختيار نوع المستقل فقط، بل في فهم طبيعة المشروع بدقة، وعدم الانبهار بالإبداع على حساب الهدف الأساسي.
الاختيار بين الإبداع والانضباط لا يجب أن يكون معركة حتمية. نحن نتحدث عن بيئة عمل حديثة تتطلب نوعًا من الفعالية حيث يمكن لكل من الإبداع والانضباط أن يتعايشا. من وجهة نظري، المستقل الذي لا يحترم المواعيد ليس مبدعًا حقًا، بل هو شخص يستهين بجوهر العمل ككل. الإبداع لا يعني أن تؤجل عملك أو تبقى في حالة من الفوضى.
هل تشترين فستان مقطوع ولكن خامته جيدة للغاية أم فستان سليم ولكن خامته رديئة ؟ سؤالك يبدو لي مشابه لسؤالي حيث أنا مخير بين عيب وعيب وبين مقدم خدمة ليس محترف وآخر ليس ملتزم!
بالنسبة لي لن أفضل هذا ولا ذاك فأنا لست مجبر على مبدع لا يعرف أي معنى للاحترافية فيهمل مواعيده ويضرني، أو آخر محترف لكن ليس موهوب أو متقن، أنا أعرض العمل بمقابل مناسب قابل للزيادة في حالة التفاوض والاقتناع بذلك لكن مقابل جودة مثالية وعمل مطابق للمواصفات والشروط المطلوبة والتزام تام، وبالمناسبة هذه ليست معادلة مستحيلة فهؤلاء موجودين، ولو التزامنا بمعيار الاختيار الكامل سيختفي الناقصين من السوق أما يتوقفوا أو يصبحوا محترفين تماما
أتفق معك أن وجود المستقل المتقن والملتزم في آنٍ واحد هو الأفضل، بل هو ما يسعى إليه كل عميل، لكن الواقع في كثير من الأحيان لا يقدّم هذا الخيار بسهولة، خاصة مع ضغوط الوقت والميزانية.
سؤالي لم يكن لتبرير التقصير أو قبول النقص، بل لطرح مفاضلة واقعية يواجهها بعض أصحاب المشاريع، حين يضطرون لاختيار "الأفضل الممكن" من بين خيارات غير مثالية.
من هنا جاءت الفكرة، لا باعتبارها معادلة مستحيلة، بل كتجسيد لموقف يُطرح كثيرًا في بيئة العمل الحر.
المستقل المبدع حتى لو تأخّر قليلًا:
لو المشروع يحتاج جودة عالية، أفكار مبتكرة، ومحتوى مميز يميزك عن المنافسين، فالمبدع يستحق الانتظار. التأخير القليل قابل للتسامح إذا النتيجة تستحق.
المستقل المنضبط الذي يسلّم في الوقت حتى لو كانت النتيجة عادية:
لو المشروع له موعد نهائي صارم، أو محتوى روتيني لا يحتاج ابتكار كثير، فالانضباط في التسليم أهم. العميل يفضل التسليم في الوقت حتى لو كان المستوى متوسط.
الخلاصة:
الجودة والابتكار مهمين لكن لا يغلبوا على الالتزام بالمواعيد خاصة في بيئة العمل الاحترافية.
أفضل مستقل يجمع بين الاثنين: جودة جيدة وتسليم في الوقت.
التعليقات