في ظل انشغالات العمل المستمرة وضغوطاته، قد نجد أنفسنا غارقين في المهام اليومية وننسى أهمية تخصيص وقت لحياتنا الشخصية. أحياناً نعتقد أن تحقيق النجاح في العمل يتطلب منا التضحية بحياتنا الخاصة، لكن مع مرور الوقت ندرك أن هذا يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية. كيف يمكننا إيجاد التوازن بين التزاماتنا المهنية واحتياجاتنا الشخصية دون أن نغفل عن أي منهما؟
لا تكن سجين عملك: كيف نحافظ على حياتنا الشخصية وسط انشغالات العمل؟
تعرفين المشكلة أين إسراء، أننا كأشخاص نعمل من المنزل تدريجيا نفقد الشغف بالخروج أو التواجد بوسط التجمعات العائلية يكون هناك تأثير مباشر على سلوكنا الاجتماعي لطبيعة العمل اليومية من المنزل، لذا الحل فينا نحن كطريقة تفكير، وأن نضع حدود فاصلة من خلال تخصيص أوقات للعمل وأوقات للحياة الشخصية، مثلا يمكننا العمل من خارج المنزل يومين بالأسبوع مثلا لنبقى على اتصال بالخارج كذلك نخصص وقتا للأنشطة الاجتماعية ولقاء الأصدقاء أو التعرف على أشخاص جدد للحفاظ على دوائرنا الاجتماعية، وبذلك نحقق التوزان المطلوب
ما أراه أيضاً أن المشكلة لا تتوقف عند الانعزال الاجتماعي فقط، بل تمتد إلى طريقة إدارتنا للوقت داخل المنزل. فغياب الحدود بين العمل والحياة الشخصية يجعلنا دائماً في وضع (تشغيل)، حتى في ساعات الراحة. لذلك، بالإضافة إلى تخصيص وقت للخروج، نحتاج إلى تدريب أنفسنا على (إيقاف التشغيل الذهني) للعمل عندما ينتهي وقته، كي لا نظل نعمل دون وعي حتى في وقت الراحة.
نحتاج إلى تدريب أنفسنا على (إيقاف التشغيل الذهني) للعمل عندما ينتهي وقته
هذه نقطة مهمة أيضا، فأغلبنا ولطبيعىة عمله يظل يتابع عمله حتى بعد انتهاء وقت العمل، سواء من إشعارات قادمة أو إيميلات فنجد أنفسنا في دوامة مستمرة من العمل لا تنتهي حتى ونحن خارجها، المشكلة أني من الشخصيات التي إن لم تفعل هذه المتابعة خارج العمل لا أشعر بالاطمئنان وأكون متوتر بشان العمل، لذا رغم إدراكي لسوء نتائجها لكن تشعرني بالهدوء
التوازن يبدأ من إدراك أن الوقت الشخصي ليس رفاهية، بل ضرورة. تنظيم الجدول اليومي ووضع حدود واضحة بين العمل والحياة الخاصة—حتى لو كانت بسيطة مثل إيقاف الإشعارات بعد وقت معين—يساعد على الحفاظ على الطاقة والاستمرار دون احتراق.
هناك نظرة يغفل عنها الكثير، متعلقة بتلك المهام التي نقول عنها "يومية" تحديدا.. بحيث تكون جزءا من روتيننا وشيئا لا نستطيع تجاهله بسهولة، وهي عيش تلك المهام كنمط حياة شخصي أساسا، ودمج العائلة والأصدقاء وكذا في تلك الحياة. بحيث هم من يتكيفون مع حياتك الجديدة ويعلمون اهتماماتك وأوقاتك المتاحة وغيرها، الفصل بينهما متعب فهو يضطرك لتحديد وقت للأمرين، وغالبا لن تنجح، ستضطر للتضحية بجزء من احدهما من اجل الاخر كل مرة..
التعليقات