غالباً ما نضع جداول زمنية لمهامنا بناءً على الوقت المتاح، دون أن نأخذ في الاعتبار التأثير الذهني لكل مهمة. بعض الأعمال تتطلب تركيزاً عالياً وتستنزف طاقتنا بسرعة، بينما يمكن إنجاز مهام أخرى بسهولة حتى في أوقات الإرهاق. فكيف يمكننا جدولة أعمالنا بطريقة تراعي جهدنا الذهني وليس فقط الوقت المتاح؟
ليست كل الدقائق متساوية، فبعض المهام تستنزفك أكثر من غيرها
نقطة الجهد الذهني مهمة جدا أثناء تصنيف المهام، فمثلا عندما يكون لدي مهام كثيرة أقسم المهام وفقا لصعوبتها فالمهام التي تحتاج لدي تركيز عال وصفاء ذهن أضعها بالصباح وبالفترة التي أتمكن من التركيز بها والتي قد تختلف من شخص لآخر، فالبعض قد يكون بكامل تركيزه بالمساء وهكذا، وثم أجدول المهام التقليدية والروتينية في وقت الأقل تركيزا وبهذه الطريقة يكون هناك استغلال للوقت بشكل يتناسب مع قدراتنا الذهنية
بعد محاولات كثيرة لزيادة الإنتاجية بدأت أصنف المهام الإبداعية والتحليلية في ذروة التركيز، والروتينية في فترات الطاقة المنخفضة. النتيجة لم تكن فقط انجاز أسرع، بل شعور أقل بالإجهاد وتدفقًا أكثر سلاسة للعمل.
لماذا تكريس وقت كثير في الجدولة والتنظيم؟ أرى أن نبدأ فحسب حسب الأولوية، لأن الوقت المقضي في تنظيم المهام هو وقت ضائع ويعد من التسويف.
أفهم وجهة نظرك، ولكن الجدولة والتنظيم يساعدان في تحديد الأولويات بشكل دقيق ويوفران وقت أطول على المدى البعيد. لو بدأنا مباشرة دون تنظيم، قد نضيع وقتاً في اختيار المهام أو نتفاجأ بأننا نستهلك طاقة في مهام غير مناسبة في وقت غير مناسب. التنظيم يمنحنا التركيز على الأهم ويساعدنا في تنفيذ المهام بكفاءة أكبر.
بالفعل كثيرًا ما نغفل عن الجهد الذهني المطلوب لكل مهمة. لتحسين الجدولة، يمكننا تقسيم المهام إلى فئات: مهام عالية التركيز ومهام أقل إجهادًا ذهنيًا. يفضل تخصيص أوقات محددة للمهام التي تتطلب تركيزًا عميقًا عندما نكون في ذروة نشاطنا، مثل الصباح، بينما نؤجل المهام البسيطة أو الروتينية إلى فترات الشعور بالإرهاق. بهذه الطريقة، يمكننا تحسين إنتاجيتنا والاعتناء بقدرتنا الذهنية على المدى الطويل
التعليقات