في بداية مسيرتي كمستقل، كنت دائماً متحمسة لتحقيق النجاح بسرعة وتحقيق نتائج ملموسة في وقت قصير. ولكن مع مرور الوقت، بدأت أشعر أن الأمور تسير ببطء، وكان النجاح الذي كنت أطمح إليه يبدو بعيداً. الكثير من الأفكار بدأت تراودني حول ما إذا كنت أتخذ الاتجاه الصحيح أم لا، وأحياناً يساورني الشعور بالتردد والإحباط. لذلك، أود أن أسمع منكم نصائحكم وتجاربكم الشخصية حول كيفية التحفيز على الصبر أثناء العمل كمستقل، وكيفية التعامل مع الفترات البطيئة لضمان الاستمرارية والنجاح في المدي البعيد.
التأقلم مع فكرة أن النجاح قد يكون بطيئاً: كيف تحفز نفسك على الصبر؟
من الطبيعي أن يشعر أغلب المستقلين في بداية رحلتهم بنوع من التسرع والرغبة في تحقيق نتائج ملموسة بسرعة، وبالنسبة لك من المهم أن تدركي أن بناء مسار مهني ناجح يستغرق وقتاً وجهداً مستمراً. وتركيز على هدف محدد ، مثل هل تقيسي نجاحك على زيادة عدد عملائك لتغطية وقتك بدوام كامل مثلاً وبربح ضخم يزداد باستمرار، أم تبحثين مثلاً عن الوصول لمرحلة القيام بعمل مستقل منتظم ومربح ، أم تبحثي مثلاً عن تطوير عملك لتصبحي مثلاً وسيط يدير مجموعة من المستقلين المحترفين في مجالك ، وأنت تقتصر مهمتك على إدارة المستقلين وتوفير مشاريع من عملاء خارجين تستقطبيهم مثلاً بالإعلانات وتحصلين على عمولة ؟ أم أن لك طموح أكبر ؟! ((نقطة تحديد الهدف من عملك نقطة مهمة وفارقة لتحديد المكان الذي بدأت منه والمكان الذي تقفي فيه وإلى أي مدى أنتي قريبة من هدفك، لذا أحد أهم طرق التحفيز على الصبر هو التركيز على تطوير مهاراتك باستمرار، والنظر إلى كل مشروع – بغض النظر عن حجمه – كفرصة للتعلم والنمو. وأهم نصيحة بهذا الشأن بأن تجعلي من الفترات البطيئة وقتاً للاستثمار في نفسك، سواء عبر تعلم أدوات جديدة أو تحسين مهاراتك الحالية أو تعلم كورس يعزز مهارتك في تسويق نفسك أو تطوير مهارتك.
بالفعل تحديد الهدف المهني هو نقطة فارقة في بناء مسار العمل المستقل. إحدى الطرق التي ساعدتني على التركيز أثناء الفترات البطيئة كانت تحديد أهداف صغيرة تُساهم تدريجيا في تحقيق الهدف الكبير، مثل تحسين مهارات محددة بشكل دوري أو التركيز على التواصل مع العملاء الحاليين لتعزيز الثقة وبناء علاقات طويلة الأمد. أعتقد أن تحويل المشاريع الصغيرة إلى فرص تعلم مستمرة يصنع فرق كبير في المدى الطويل. هل سبق لك أن حددت هدفاً كبيراً وسعيت لتحقيقه من خلال تقسيمه إلى مراحل صغيرة؟
سوق العمل الحر في الوقت الحالي تتضاعف به أعداد المستقلين بسبب زيادة الوعي عنه وحاجة الناس له، وبالتالي المنافسة فيه أصبحت أصعب من قبل مع العلم أنه حتى في السابق فالمنافسة كانت عالية لأن دائما ما يكون عدد المتقدمين على المشاريع أكبر عدد المشاريع المطروحة، لهذا من الطبيعي أن تأخذين وقت طويل حتى تحصلين على أول فرصة وثاني فرصة فتبنين سمعة جيدة وتقييمات عالية ومعرض أعمال وشبكة عملاء وهو ما سيزيد من فرصك أكثر للحصول على المشاريع، والعمل التقليدي حتى يأخذ الإنسان فيه سنوات كي يترقى ويعلى بمكانته ودخله، فالنجاح عموما عملية ليست سهلة ولا سريعة وهذا غير مرتبط بالعمل الحر فقط، ولكن قد يكون أصعب قليلا لأن نظامه غير ثابت أو مستقر حيث يبحث الإنسان بنفسه يوميا عن العمل، ولكن أؤكد لك أن مواصلة السعي وتطوير المهارات وعدم اليأس ستحصلين على فرص كثيرة والحفاظ عليها أو ضمان تدفقها سيعتمد على مهاراتك وكيف تطورين نفسك.
ليس أمامنا حل الا الصبر، فالمحاولات المتعجله عموما هي مجرد محاولات لا تصل فيها الى النتيجة المرجوة، واليأس من المحاولات بصورة سريعة هو فشل، لأنك تيأس وتفتح بابا جديدا تحاول فيه وتيأس من جديد ، مع أنك لو استغليت الوقت في هذه النقطة وركزت فيها وحاولت من جديد ستصل حتما لنتيجة واضحة
أوافقك تماما، مررت بأوقات شعرت فيها بالاحباط بسبب البطء في التقدم، لكن عندما قررت أن أستغل الوقت في تحسين مهاراتي والتركيز على المشاريع الصغيرة، اكتشفت أن التقدم البطيء كان في النهاية أفضل لي. لذلك أري أن الاستمرارية مع التحسين المستمر تفتح أمامنا فرصاً أكبر. هل جربت أن تركز على مهارة واحدة بشكل عميق خلال فترات الركود؟
هذا ما واجهته في البداية, كنت أعتقد أن فترات البطء تعني قلة الفرص, لكن هذه الفترات هي في الواقع هى فرصة ذهبية للإطلاع على ما يطلبه العملاء وسوق العمل بشكل عام, كنت أقدم على مشاريع وأشعر بالندم لاحقًا لأنني لم أكن جاهز لها بشكل كامل بل رغبة فى استلام مشاريع والعمل عليها أو انها بمبالغ زهيدة لا ترقى لتطلعاتى, وأحيانًا كنت أرى مشاريع بمبالغ ضخمة وأتساءل لماذا لا أستطيع التقديم عليها؟! أدركت أن فترة الركود هذه ليست بسبب قلة المشاريع، بل بسبب قلة المهارات التي أملكها. نجد أنفسنا في قالب محدود إذا لم نطور من مهاراتنا، ما يجعل المنافسة أكثر صعوبة. ولهذا فإن الاستثمار في تعلم مهارات جديدة وتوسيع نطاق خبرتك هو الذي سيجعل الفترات البطيئة تتحول إلى فرص حقيقية والخروج من دائرة المنافسة حتى أن بعض المشاريع لا توجد عليها منافسة سوى من 2 أو 3 بعد أن كان عدد المتنافسين يتراوح بين 40 الى 60 شخص.
فعلاً، الفترات البطيئة قد تكون فرصة لتطوير المهارات، ومن تجربتي الشخصية، عندما مررت بفترات من الركود، بدأت أركز على تحسين مهارات التواصل مع العملاء وفهم احتياجاتهم بشكل أعمق. هذا ساعدني كثيرا في تقديم عروض مخصصة تُظهر القيمة التي أستطيع إضافتها للمشاريع. بالنسبة لي، التحدي الأكبر لم يكن فقط في تطوير المهارات، بل أيضا في إيجاد طرق مبتكرة لعرض عملي وتقديمه بشكل يميزني عن المنافسين. هل هناك أداة أو تقنية معينة استخدمتها وشعرت أنها ساعدتك في تقديم نفسك بشكل أقوى في السوق؟
فهم كيف يتفاعل المستقلين مع المشاريع المعروضة مهم جدا. هذا التحليل أعطاني فكرة أوضح عن احتياجات العملاء وطريقة تفكيرهم، مما مكنني من تخصيص عروض أكثر دقة تلامس اهتماماتهم.
كما أنني استخدمت منصات مثل LinkedIn لبناء شبكة علاقات قوية وتعزيز مصداقيتي المهنية، من خلال تقديم محتوى ذو قيمة ومشاركة تجاربي في المجال بشكل منتظم. استخدام هذه الأدوات بشكل استراتيجي ساعدني في الظهور بشكل أكثر احترافية وقوة في السوق، وجذب الفرص التي تميزني عن المنافسين.
الصبر ليس مفيد دائماً فهو ممكن أن يكون تنازل عن احلامنا أو خداع للنفس يجب أولا أن ننظر في طريقة السعي كيف نسعى وما الجهد المبذول وما قيمته بالنسبة للهدف لو كان كل شيئ جيد والنتائج رغم ذلك متأخرة فهنا نقول أن الصبر حل أما لو هناك خلل فلا حاجة لأن نتريس بل أن نعالج الخلل
أتفق معك جزئيا، فالصبر وحده ليس كافيا إذا كان هناك خلل في الخطة أو الجهد المبذول. ولكن أري أن الصبر هنا لا يعني التنازل عن الأحلام، بل هو جزء من عملية تعلم كيفية التكيف مع التحديات التي نواجهها. فنحن بحاجة إلى تقييم الجهد والنتائج باستمرار، وإذا اكتشفنا أن هناك خللا في طريقة السعي، يجب علينا تعديلها ومواصلة الطريق بنفس الصبر والإصرار، ولكن مع تحسين استراتيجيتنا
التعليقات