يَتَحَمَّلُ الأَمْرِيكِيُّونَ فِي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ عِبْءَ دُيُونٍ إِجْمَالِيٍّ يَبْلُغُ حَوَالِي 12 تِرْيِلْيُون دُولَارٍ. حَوَالِي 8 تِرْيِلْيُونَاتٍ دُولَارٍ فِي قُرُوضِ الرَّهْنِ العَقَارِيِّ، حَوَالِي تِرْيِلْيُونٍ وَاحِدٍ فِي قُرُوضِ الطُّلَّابِ، وَحَوَالِي 3 تِرْيِلْيُونَاتٍ مِنَ القُرُوضِ الاسْتِهْلَاكِيَّةِ الأُخْرَى مِثْلَ دُيُونِ بَطَاقَاتِ الائْتِمَانِ وَقُرُوضِ السَّيَّارَات. بِحُلُولِ الوَقْتِ الَّذِي تَقْرَأ فِيهِ هَذَا، سَتَكُونُ هَذِهِ الأَرْقَامُ أَعْلَى بِلَا شَكٍّ. وَ الأَكْثَرَ إِزْعَاجًا، أَنَّ قَلِيلًا مِنَ النَّاسِ يَعْتَبِرُونَ هَذِهِ المُشْكِلَةَ مُشْكِلَةً، بَلْ فِي الوَاقِعِ، سَيَرَى مُعْظَمُ النَّاسِ أَنَّ هَذِهِ الدُّيُون هِيَ تَذْكِرَتُهُمْ إِلَى "الحَيَاةِ الكَرِيمَةِ".
إِنَّ إِرْشَادَكَ إِلَى الاسْتِقْلَالِ المَالِيِّ، يَتَعَلَّقُ بِشِرَاءِ حُرِّيَتِكَ المَالِيَّةِ وَمُسَاعَدَتِكَ عَلَى أَنْ تُصْبِحَ ثَرِيًّا وَتَتَحَكُّمَ فِي مَصِيرِكَ المَالِيِّ. اُنْظُرْ حَوْلَكَ إِلَى النَّاسِ، سَتَرَى أَنَّ عَدَمَ تَحْقِيقِهِمْ لِلاسْتِقْلَالِ المَالِيِّ يَرْجِعُ غَالِبًا إِلَى قُبُولِهِمْ لِلدُّيُونِ.
إِذَا كُنْتَ تَنْوِي تَحْقِيقَ الحُرِّيَةِ المَالِيَّةِ، فَسَيَتَعَيَّنُ عَلَيْكَ التَّفْكِيرُ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ. يَبْدَأُ بِإِدْرَاكِ أَنَّ الدُّيُون لَيْسَتْ طَبِيعِيَّة بَلْ هِيَ شِرِّيرَةٌ تُدَمِّرُ بِشَكْلٍ خَبِيثٍ إِمْكَانِيَّات بِنَاءِ الثَّرْوَةِ، وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَهَا مَكَانٌ فِي حَيَاتِكَ المَالِيَّةِ. إِنَّ الفِكْرَةَ القَائِلَةَ بِأَنَّ العَدِيدَ مِنَ النَّاسِ، فِي الوَاقِعِ مُعْظَمَهُمْ، يَبْدُونَ سُعَدَاءَ بِدَفْنِ أَنْفُسِهِمْ فِي الدُّيُونِ هِيَ فِكْرَةٌ تَتَجَاوَزُ فَهْمِي. مِنَ الصَّعْبِ أَنْ أَتَخَيَّلَ كَيْفَ، نَاهِيكَ عَنِ السَّبَبِ.
تَحَمُّلُ الدُّيُونِ يَعْنِي أَنَّ جُزْءًا ضَخْمًا مِنْ دَخْلِكَ يَذْهَبُ إِلَى مَدْفُوعَاتِ الفَائِدَةِ، مِمَّا يُقَلِّلُ مِنْ قُدْرَتِكَ عَلَى العَيْشِ بِنَمَطِ حَيَاةٍ اسْتِهْلَاكِيٍّ مُرِيح. أَنْتَ مُجْبَرٌ عَلَى العَمَلِ لِسَدَادِ دُيُونِكَ، مِمَّا يُقَيِّدُ خِيَارَاتِكَ فِي العَمَلِ وَاتِّخَاذِ القَرَارَاتِ الَّتِي تَتَوَافَقُ مَعَ قِيَمِكَ وَأَهْدَافِكَ طَوِيلَةِ المَدَى. الدُّيُونُ تُسَبِّبُ ضُغُوطًا نَفْسِيَّةً وَعَاطِفِيَّةً شَدِيدَة، مِمَّا يَجْعلُك تَشْعُرُ بِالعَجْزِ وَالإِحْبَاط. كَمَا قَدْ يُؤَدِّي الضَّغْطُ المَالِيُّ إِلَى سُلُوكِيَّاتٍ مُدَمِّرَةٍ مِثْلَ الإِفْرَاطِ فِي الشُّرْبِ أَوِ التَّدْخِينِ أَوِ الإِنْفَاقِ غَيْرِ المُبَرَّرِ. بَدَلًا مِنَ التَّرْكِيزِ عَلَى المُسْتَقْبَلِ الإِيجَابِيِّ، تُصْبِحُ مُرَكِّزًا عَلَى أَخْطَائِكَ المَاضِيَةِ وَأَلَمِكَ المَالِيِ. يَمِيلُ الأَشْخَاصُ إِلَى تَجَاهُلِ دُيُونِهِمْ بِأَمَلٍ كَاذِبٍ فِي أَنَّهَا سَتَخْتَفِي بِطَرِيقَةٍ سِحْرِيَّةٍ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى تَعْقِيدِ مُشْكِلَاتِهِمِ المَالِيَّةِ.
فِي حِينِ أَنَّ النَّصِيحَةَ العَامَّةَ هِيَ تَجَنُّبُ الدُّيُونِ بِأَيِّ ثَمَنٍ، إِذَا كُنْتَ بِالفِعْلِ فِي دُيُون، فَإِنَّ سَدَادَهَا فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ هُوَ أَحَدُ أَفْضَلِ الأُمُورِ الَّتِي يُمْكِنُكَ القِيَامُ بِهَا.:
· إِذَا كَانَ سِعْرُ الفَائِدَةِ أَقَلَّ مِنْ 3%، فَادْفَعْهَا بِبُطْءٍ وَوَجِّهِ الأَمْوَالَ لِلاِسْتِثْمَارِ بَدَلًا مِنْ ذَلِك.
· إِذَا كَانَتِ الفَائِدَةُ بَيْنَ 3- 5%، افْعَلْ مَا هُوَ أَكْثَر رَاحَةً، سَوَاءَ بالدَّفْع أَوِ الاسْتِثْمَار.
· إِذَا كَانَتِ الفَائِدَةُ أَكْثَرَ مِنْ 5%، فسَدِّدْهَا فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ.
لِلتَّخَلُّصِ مِنْ دُيُونِك: ضَعْ قَائِمَةً بِجَمِيعِ دُيُونِك، ثم اقْضِ عَلَى كُلِّ إِنْفَاقٍ غَيْرِ ضَرُورِي. بعد أَنْ تُرَتِّب دُيُونَكَ حَسَبَ مُعَدَّلِ الفَائِدَةِ. ثم ادْفَعِ الحَدَّ الأَدْنَى المَطْلُوبَ عَلَى جَمِيعِ دُيُونِكَ. وبِمُجَرَّدِ التَّخَلُّصِ مِنَ الدُّيُونِ الأَعْلَى فَائِدَةً، انْتَقِلْ إِلَى التِي تَلِيهَا.
بِمُجَرَّدِ أَنْ تُرَسِّخَ نَمَطَ حَيَاة مُنْخَفِضَ الإِنْفَاق، وَتُحَرِّرَ الأَمْوَالَ لِسَدَادِ دُيُونِكَ، سَتُنْشِئَ أَسَاسًا قَوِيًّا لِبِنَاءِ الاسْتِقْلَالِ المَالِيِّ. بَعْدَ سَدَادِ الدُّيُونِ، يُمْكِنُكَ تَحْوِيلُ الأَمْوَالِ إِلَى الاسْتِثْمَارَاتِ، وَسَتَتَمَكَّنُ مِنْ مُشَاهَدَةِ ثَرْوَتِكَ تَتَرَاكَمُ بَدَلًا مِنْ دُيُونِكَ.
التعليقات