أفضل في أغلب الأحيان أن أعمل على المهمة الموكلة إلي بلا توقف حتى أنجزها، وأنتهي منها تمامًا حتى لو تطلب الأمر السهر أو عدم النوم لساعات طويلة، عوضًا عن تقسيم المهمة على الأيام المتاحة لي، وأشعر أني أهرب دائمًا من الشعور أن هناك شيء لم ينجز بعد، ولكن أظل قلق من تأثير ذلك على جودة العمل، ولذا أردت الاستفادة من تجاربكم في هذا الأمر.
كمستقلين ما هي أفضل طريقة لتقسيم المهمة التي نعمل عليها بمدة المشروع؟
في مجال البرمجة لا يمكننا هذا إطلاقا و هذا الأمر له الكثير من السلبيات فيصبح لديك تشتت في المشروع لديك و ستخسر راحتك أيضا و ربما بسبب التعب لن تنجز المشروع بالشكل المطلوب، من ناحيتي بعد دراستي للموضوع أقوم بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة و لكل مهمة مدة زمنية محددة يلزم أن أكملها فيها، بهذه الطريقة يمكنك متابعة التقدم بسهولة وضمان تحقيق الأهداف في الوقت المحدد، إضافة فترة راحة بين المهام أمر مهم أيضا لتحسين التركيز والابتعاد عن الإرهاق، مما يسهم في رفع جودة العمل وتقليل الأخطاء، ويمكنك أيضا استخدام أدوات إدارة المهام والتخطيط مثل الجداول الزمنية أو تطبيقات التنظيم للمساعدة في متابعة تقدمك والبقاء على المسار الصحيح.
لكني أعرف بعض المبرمجين في مجال العمل الحر الذين يعملون لساعات طويلة جدًا متواصلة دون توقف أيضًا خصوصًا في هذا المجال، فكان أحد الأصدقاء يقول لي أنه حينما تأتيه فكرة لكتابة كود بشكل معين مثلًا يقفز من مكانه سريعًا حتى ينفذها قبل أن ينسى الفكرة أو الطريقة، وأنه عندما يكون موكل بمهمة يكون من الصعب عليه ألا يفكر فيها طوال الوقت، فلا أعرف مدى اختلاف تجربتك عن هذا.
يقفز من مكانه سريعًا حتى ينفذها قبل أن ينسى الفكرة أو الطريقة، وأنه عندما يكون موكل بمهمة يكون من الصعب عليه ألا يفكر فيها طوال الوقت
ما يقوله صديقك هنا ربما يكون حالة فردية في موقف معين وليس الثابت، فالمشاكل التي تواجهك والأخطاء التي تحتاج إلى تعديل ربما يكون أبسط مما تتخيل ولكن بسبب مواصلتك للعمل عليه فلا تجد الحل وتحتاج إلى الراحة وعندما تعود مرة ثانية تتفاجئي بأن الحل كان أمامك طوال الوقت ولكن بسبب الإرهاق لم تكتشفه. هذا فيما يخص أي شيء له علاقة بالتكنولوجيا البسيطة ما بالك بكتابة كود كامل والانتهاء منه، فالأمر ليس بهذه السهولة والبساطة.
وأشعر أني أهرب دائمًا من الشعور أن هناك شيء لم ينجز بعد
المهام غير المكتملة بالفعل تلاحقنا وتؤثر على جودة الأداء، لكن هذا العَرَض الجانبي تظهر سوءاته عند تعددية المهام أو محاولة العمل على أكثر من مهمة في مدى زمنى ضيق، ومشكلة ذلك هو استهلاك جزء من تركيزنا مع كل مهمة مختلفة نعمل عليها، لأن هذا الجزء من التركيز يكون منصرفًا نحو المهام الناقصة، هذا في اعتقادي هو تشخيص ما تخشاه أو تقلق حياله، لكن هذا الكلام يكون غير صحيح في حالة المهمة الواحدة، بل على العكس، لو جزءنا المهمة الواحدة على مراحل سيكون الإنتاج أفضل وأجود، لأن انشغالنا بالتفكير بتلك المهمة الناقصة في هذه الحالة يكون أمرا إيجابيا، لأنه يعزز معالجة المعلومات التي بحثنا فيها، وعما نعود لنفس المهمة في جلسة أخرى، نكون أكثر تشبعًا بتلك المعلومات وأكثر قدرة على الإبداع، لأننا نستكمل العمل بطاقة وتركيز جديد في كل مرة.
بالنسبة لي العكس صحيح فعندما تكون مهمة واحدة أسارع في انجازها، لكن عندما تتعدد المهام اليومية أجد نفسي مجبرًا على تقسيم وقتي بشكل يناسب تلك المهام، وإلى الآن لا أفهم بالتحديد لماذا أسارع لإنجاز المهام بهذه الطريقة لكن ما أفترضه أنه قد يكون له علاقة بال anxiety أو القلق والتوتر مثلًا.
بالنسبة لي العكس صحيح فعندما تكون مهمة واحدة أسارع في انجازها
أعتقد أن تنفيذ المهمة الواحدة في جلسة واحدة قد يكون تنفيذاً غير عالِ الجودة -هذا ما يحدث معي مثلا- لأن عملية التشبع والمعالجة قد لا تكون بلغت ذروتها، خاصة فيما يتعلق بالكتابة مثلا، لا أشعر أن فكرتها تكون قد
اختمرت في عقلي، كما أن هناك مهام كبيرة فعلا لا يمكن إنجازها على جلسة واحدة، فسيتطلب الأمر تجزئتها.
أعتقد أن تنفيذ المهمة الواحدة في جلسة واحدة قد يكون تنفيذاً غير عالِ الجودة.
أعتقد أن هذا يتوقف على حجم المهمة ومدى أهميتها أو صعوبتها، فمثلا كتابة سكريبت قصير لمدة دقيقة ليس ككتابة سكريبت طويل مدته من ١٠ ل ١٥ دقيقة مثلا، في الحالة الأولى يمكن إنجاز المهمة مرة واحدة لأنها بسيطة ولا تحتاج لوقت كبير، وكذلك بنفس المثال إذا كان الشخص متخصص في نوع المحتوى الذي يعمل عليه سيكون أسرع وأكثر خبرة في إنجاز المطلوب على عكس إذا لم يكن كذلك من البداية، فهنا لكي يتحقق معيار الجودة على المستقل أن يأخذ وقت أكبر في البحث والتخطيط والتحضير للكتابة.
هل تصدقي رنا أن حتى المحتوى القصير كدقيقة مثلًا ليوتيوب شورتس لا أكتبها عادة في جلسة واحدة؟!! كتبت عشرات منها ولاحظت أن الفكرة الأفضل هي التي تأتي بعد أكثر من جلسة متقطعة، خاصة أنني أعتبر المحتوى القصير من أصعب أنواع المحتوى ومن أصعب الأفكار، وبالتأكيد هذا يختلف من كاتب لآخر، لكن ما أقصده أن حتى المهام الصغيرة يمكن تجزئتها بدون مبالغة بالتأكيد، كأن تكون جلسة للبحث والاستلهام ومن ثم جلسة أخرى للكتابة بعد معالجة الفكرة.
لا أفهم بالتحديد لماذا أسارع لإنجاز المهام بهذه الطريقة لكن ما أفترضه أنه قد يكون له علاقة بال anxiety أو القلق والتوتر مثلًا.
أنا كذلك أعتقد أن الموضوع نفسي ويستوجب التأكد إذا كنت تعاني بشكل عام من اضطراب القلق وهذا ستجده يؤثر على كل جوانب حياتك وليس العمل فقط، وغالبا ما يكون المصاب باضطراب القلق يشعر بالتوتر تجاه أشياء لا تستدعي أو تحفز الشعور بالتوتر أو القلق أي لأسباب غير منطقية كالخوف من التأخر على معاد هام مع أن مازالت هناك ٥ ساعات مثلا على الموعد، وهذا شبيه بحالتك في العمل فأنت لا ترتاح سوى بإنجاز المهمة مرة واحدة مع أن أمامك وقت كافي لتقسيمها والعمل بهدوء عليها، وأنصحك بأن تأخذ مشورة مختص إذا كنت تشعر بالفعل أنك غير قادر على السيطرة على قلقك ويؤثر على اتخاذك للقرارات في مختلف جوانب حياتك بشكل ضار لك.
قد يكون هذا صحيح بالفعل، فهذا الأمر غير مقتصر على العمل فقط فعندما مثلا يكون هناك موعد ما أو مشوار ما أجدني من وقت تحديد الموعد حتى لو كان مازال عليه وقت أسعر بالتوتر وأفضل كثيرًا أن أقوم بالمشوار في الحال بدلًا من التفكير طويلًا، كذلك فترات الانتظار تكون مزعجة جدًا بالنسبة لي. لكن هل الأمر يستدعي الحديث مع مختص نفسي بشأنه، خصوصًا أني في النهاية أقوم بالمهام الموكلة إلي ولا يؤثر ذلك كثيرًا على حياتي؟
لا طالما لا يؤثر بشكل كبير على حياتك وقابل للسيطرة فلا مشكلة ولكن أنصحك بأن تمارس أي تمارين لتتخلص من مشاعر التوتر والقلق الزائد أول بأول، سواء بالرياضة وأبسط أنواعها المشي أو بممارسة أي هواية تفضلها وأبسطها الكتابة، وتمارين الاسترخاء مفيدة أيضا، أيا كان خيارك لا تهمل التعامل مع المشاعر السلبية حتى لا تتراكم بداخلك.
بالنسبة لي لا أميل أيضاً إلى تقسيم المهام، وبدلاً من ذلك أفضل العمل على إنجاز المهمة كاملة خاصة إذا كانت بسيطة ولا تتطلب الكثير من الوقت، أما في حالة المهام الكبيرة التي تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد أقوم بإنجاز أكبر قدر ممكن بجودة عالية، ثم أترك بقية المهمة لإنجازها في اليوم التالي خاصة عند الشعور بالتعب والإرهاق، لأن التعب سيؤثر بالضرورة على جودة العمل.
أنا شخصيا أستخدم هذه الطريقة ليس فقط مع المشاريع وإنما مع كل شيء في حياتي:
أختار المهام التي فعلها سريع وأقوم بإنجاز مهمتين أو ثلاث بذلك أوهم نفسي وعقلي الغير واعي أنني قد أنجزت الكثير؛ عندها آخذ مهمة كبيرة نوعا ما فأنجزها وأخيرا أجعل أكثر مهمة تأخذ وقت في النهاية لأنني عندما أصل إليها يأتيني شعور بأنه باقي على الانتهاء خطوة واحدة فيشجعني هذا على إنهاء المهمة بأفضل جودة وبطريقة سريعة حتى لا أضطر للعودة إليها مرة أخرى.
أنا عكسك تمامًا فأفضل دائمًا الانتهاء من المهام الكبيرة والمعقدة ثم الانتقال للأيسر والأسهل وهكذا، فكون هناك مهمة كبيرة لم أنجزها بعد يؤثر على نفسيتي كثيرًا ويجعل ذهني مشغول بها طوال الوقت تقريبا لهذا أفضل إنجازها أولًا للتخلص من التوتر المصاحب للأمر.
التعليقات