جميعنا نرى حاليًا كيف تسعى الشركات إلى توظيف أصحاب أكبر قدر من المهارات، والأسباب لذلك أيضًا معروفة، سواء كانت لتقليل النفقات أو لأن الشركة صغيرة ولا تستوعب عددًا كبيرًا من الموظفين، إلخ.

وإذا طبقنا الأمر على مجال العمل الحر، نجد أن المبدأ ذاته منتشر بدرجة كبيرة متمثلًا في طلب العميل تحميل المستقل مهام أكثر مما يُتطلب منه، وقد يقبل المستقل ذلك خشية الرفض وأن يُظن الظنون بقلة مهاراته وما إلى ذلك.

ولتقريب الصورة، فرضًا، سأضع نفسي مكان كاتب محتوى أراد منه صاحب المشروع تصميم صورة لمنشور متعلق بالمحتوى الذي قام بكتابته.

هل التصميم في صميم وظيفة الكاتب؟ لا، ولكن على الأغلب سيشك الكاتب بأن هذا الطلب طبيعي ومنتشر ولن يجرؤ على الرفض، أليس كذلك؟

ما أستعجب له حقًا هو المفارقة العجيبة لوجود مدى واااااسع من الاختصاصات في يومنا الحالي، فالمجال الرئيسي تحت مجالات فرعية، والتخصص الفرعي الواحد تحته مجالات أفرع منه :)

فمن أين أتت هذه الثقة للتخصص الدقيق رغم أن سوق العمل أصلا يتطلب الإلمام بالكثير منها في الوقت ذاته!

بعيدًا عن هذا التفكير العميق، أنا لن أشغل نفسي بالبحث عن أسباب، ليهتم بالأمر من يهتم، فالرفض يجب أن يكون هو رد الفعل الوحيد للمهام التي لا تقع ضمن نطاق اختصاصنا،

ولكن كيف يمكننا الرفض مع شرح الأمر بصيغة لائقة وبحيث لا نخسر المشروع إن ظن العميل بأننا أقل من المستوى المطلوب لمشروعه؟