أثناء اطّلاعي على المشاريع والعروض الموجودة على مستقل صادفني أحد الأخوة المستقلين يقدم عرضه ذاكرًا بأول جملة منه أنه من غزة. الله يعلم نيته في ذلك، ولكني للحظة شعرت بالاستياء لرؤية هذا العرض، ولن أخبركم سبب استيائي الفعلي، وهو ليس كما سيظن البعض أنني أرفض استغلال المحنة في الفوز بالمشروع.
ولكنه شعور الاستياء وحسب.
كيف ترون الأمر من وجهة نظركم الشخصية؟
لا أجد أن هناك مشكلة، أنا صاحب مشاريع على مستقل منذ ما يقارب الأربع سنوات، ولدي عدد مشاريع تجاوز ال500 مشروع، يعني باختصار قيمت العديد والعديد من العروض، وهناك مستقلين من مختلف الدول يذكر اسم بلده بعد تعريفه باسمه، ولا أجد في ذلك حرجا. ليس مستقلي فلسطين فقط الكل تقريبا سواء مصر، سوريا، تركيا إلى آخره.
لا أرى مشكلة في الأمر حتى مع الإشارة المقصودة فهو يسعى للحصول على فرصة للحصول على أي أموال تعينه وتعين أسرته والله أعلم بظروفه ومعاناته ، بل الوجب أن نشجعه ونفضله علينا من أجل فك ضائقته المالية .. والرزق كله بأمر الله
ولكن ما المشكلة في ذلك؟ فوجودهم تحت الحصار العسكري وحياتهم المهدّدة في أي لحظة في ظل العدوان الغاشم، وحدها كافية كي يقدّم عرضه بهذه الصّيغة. لربّما أصلًا في نيّته أمر غير استغلال قضيّته، لربّما هو يعرّف عن نفسه بهذه الكلمات الثلاثة وهي بالنسبة لي كافية لتعرّف عنه. فمن خلال هذا العرض نعرفت الكثير عنه وأوّل أنّه صاحب قضيّة ومبدأ.
رفع الله عنهم هذه الغمّة.
أتفهّم فعلاً إحساسك الأوّلي بهذا الشعور، ولكن أقول لك بأن الشعور الذي أصابك كان بسبب أنّك أعتقدت أنّ ذكره للمدينة كان السبب من وراءه هو استعطافي أو وطني أو يستهدف المشاعر ولا يتكلّم بلغة عقلانية كما المفترض أن يكتب في هذه الخانة ولكن أقول لك بأنّ هذا سوء تفاهم بكل تأكيد سببه عدم عملك على الموقع كثيراً، غالباً ما يعرف الكثير من المستقلين عن أنفسهم في البداية بذكرهم لبلد المنشأ أو الإقامة، هذا طبيعي ومعتاد كثيراً برأيي بحسب خبرتي وتجربتي على موقع مستقل والعمل فيه ولذلك لا داعي نهائياً لشعور الاستياء المؤسس على وهم حقيقي لا أساس له من الصحة، أقول هذا الأمر لكي ترتاح في التعامل مع الشخص ولا يسبب هذا الأمر أي حرج.
قد يختلف كلامي مع باقي التعليقات، ولكني أرى أنه وضع مكانه لاستعطاف أصحاب المشاريع، ولزيادة فرصته في الحصول على عمل، ويحدث هذا الأمر كثيرًا على لينكد إن، يبدأ البوست بأن العمل هذه المرة لشاب من غزة، وهنا تنهار التعليقات والمشاركات، وكأنه واجب وطني، أو محاولة ستساعد في إنهاء الحرب.
لن انتقد الفكرة كثيرًا أيضًا، لكن يكفي أنه وإلى الآن لم أجد وظيفة واحدة من المكتوب أولها "أنا من غزة" في حاجة إلى جنسية العامل \ المستقل، فإذا لم يكن الأمر من متطلبات الوظيفة، فما فائدة وضعه ؟
أعتقد أنه يعد واجب وطني .. طالما أنت قادر على المساعدة، فالواجب أن لا نبخل بها، إذا لم يكن هذا مصنف ضمن خانة الواجب الوطني، فأعتقد إذن أنك نفس الشخص واضع المساهمة، وأن رؤيتك للمسألة، إما مشوهة أخلاقيا، وإما عملية صرفة.
التعليقات