سواءً كنت مستقلًا أو صاحب مشروع، لا تفكر في الربح عندما تبدأ في مجال العمل الحر، أخبرنا عن بداياتك؟

أوافق مئة بالمئة على هذا الأمر ولكن أرى بأنّه يجب أن يكون بشرط لا أعتقد أن جميعنا يراعيه، فالكثير من الناس يعملون حالياً وخاصة من فئة الشباب العربي بلا مقابل أو بمقابل زهيد ويقول لك أنا أبني نفسي وأحاول أن أصعد السلّم درجة درجة ولكنّنا حين نمحّص بشغله فعلاً نراه يتعرّض لاستغلال بائن في حالته، أي يقدّم قيمة حقيقية للشركة أو لصاحب المشروع الذي يعمل معه ولكن دون أن يعود بأيّ قيمة مضافة هو كذلك من هذا الأمر، وهنا لا أتحدّث عن القيمة المادية المضافة، بل أتحدّث عن قيمة الخبرة واكتساب المهارات لقاء هذا العمل أو على الأقل بناء معرض الأعمال الخاص به، أنا أوافق على العمل بلا مقابل في البدايات ولكن بلا مقابل مادي مثلاً، أما ذلك المُتعلّق بالخبرة والتدريب ومعرض الأعمال والمهارات فإن لم يوجدوا أيضاً فما فائدة كل هذا العمل والجهد؟ سيغدو الأمر مجانياً، بالمناسبة مارك زوكّربرغ عمل بشكل مجاني لعدّة سنوات قبل أن يحقق فيسبوك نقلة نوعية في دخله وجعله ملياردير في مجاله، على أنّهُ في البداية كان يتحصّل على قيمة التوصيل والتشبيك مع الناس ويلاحظ تقدّماً ملحوظاً بالمنصّة أثناء عمله.

الصبر و المُثابرة و الثقة بالله اولا و في امكانياتك ثم الاخذ بالاسباب و تطوير الذات المستمرة دون توقف و الاطلاع و بالأخص علي كل ما هو جديد بشكل عام و له علاقة بالتخصص الذي تعمل فية و بالتعمق في تخصصك

معظم بدايات المُستقلين و انا مهم ليست بالمثالية نظراً للكم المعروض من الخدمات من المستقلين لنفس الخدمة مقابل طلب الخدمة من صاحب المشروع

المٌستقلين جميعهم يختبيء خلف اعمالة و طريقة عروضة التقني وقت طرح مشروع مُعين فالمُستقل الاجود و الاكفأ ليس بالاوفر حظا.

كُنت أتعجب جداً لامرين هامين عند طرح مشروع ما

الاول المشروع تفاصيلة كثيرة جدا قد تصل لان تكون مُعقدة لحد كبير و المُقابل المادي زهيد فكنت أرفض ان أقدم عرض علية و لا أهتم مُطلقا

الأمر الثاني موضوع اعلمة جدا جدا بكل تفاصيلة و اعلم بجزورة ايضا و أُلاحظ مُستقل غير متخصص بالمرة يُزاحم المتخصص في فرصة للتوظيف

هل هناك علاج و تدارك لمثل تلك النقطة لا أعلم

بدايتي استغرقت قرابة العام لأحصل علي اول فرصة كورس متخصص جدا يُسمي Digital Forensics او علم الادلة الجنائي الرقمي

التوفيق من الله اولا و ان شاء الله عسي ان تكون قصة كوكاكولا جديدة معي و معكم بفضل الله

في بداياتي، ركزت مجهودي في بناء ملف شخصي لي مهم وخبرة يمكنني الاستعانة بها فيما بعد. لذلك لجأت لأصحاب المشاريع البسيطة وقدمت عروضا أقل من المجهود المبذول فقط لأعطي له سبب منطقي لتوظيف شخص حديث الخبرة مثلي. الحال استمر عندي لمدة سنة وكانت أغلب العروض التي أقدمها تقابل بالرفض، ولكن لم يكن ذلك ليحول بيني وبين رغبتي في التقدم. مع الوقت والاستمرار على هذا المنوال استطعت بناء خبرة لي في المجال ومشاريع مكنتني فيما بعد في العمل في أكبر منصات للتوظيف ومع شركات أكبر.

صحيح بدايتي كمستقل كنت دائما اريد الظفر بأول عميل لي، يعني لم اكن افكر في السعر أبدا و اراها انها هي الطريقة الأنجح في البدايات، اذا كان المستقل يهتم كثيرا بالسعر فن يستطيع ان يعمل ابدا لأنه ليس لديه حتى تقييمات تبرز عمله، و مع مرور الوقت يصبح لديه زبائن و بالتالي في هذه المرحلة يستطيع تحديد سعره بناءا على خبرته و تقييماته.

في أي بداية يجب بالفعل عدم التركيز على الجانب المادي أو الربح في سبيل أشياء أخرى أهم وفي مجال العمل الحر تحديدا يجب أن يركز المستقل على تعلم كيفية تقديم العروض وبناء معرض أعمال قوي والحصول على تقييمات جيدة وبناء خبرة وعلاقات من المشاريع التي حصل عليها لأن هذا ما يضمن له الاستمرار في المجال وتحقيق الأرباح على المدى الطويل، هذا دائما ما يقال وما أنا مقتنعة به ولكن للأسف كانت لهذه الطريقة بعض السلبيات التي تعرضت لها بشكل شخصي ولا أعلم إذا تعرض لها الكثيرون غيري أو لا، ولكن هنا بعدما أخذت مشاريعي الاولى وأثبت نفسي وأراد بعض العملاء معاودة العمل معي كانت المشكلة أن السعر القليل الذي وضعته في البداية وقبلت به كبداية لم يعودوا يريدون تغييره، فهم بالنسبة لهم يفكرون طالما أنني وجدت شخص أدى العمل بشكل جيد وبمقابل قليل فبالتأكيد سأجد غيره، وهو ما يجعل كثير من أصحاب المشاريع لا يقبلون سوى بميزانية زهيدة لمشاريعهم لأنهم اعتادوا على هذا.

أنا بالفعل أرسلت كمية إيميلات بحثا عن فرصة ومنها من كان بلا مقابل بل ولمدة أشهر لكن كان يهمني أن أحصل على خبرة تؤهلني للعمل، تطوعت في البداية للكتابة في مجلة، لم يتم الأمر على خير بسبب تخبط الإدارة، وافقت على عمل بمرتب بسيط للغاية من أجل مزيد من الخبرة حتى حصلت على فرصتي الأولى ك كاتبة محتوى لمطعم آسيوي في السعودية واستفدت بالفعل للغاية من هذه الفرصة مع أنها كانت بلا مقابل مادي لكني غير نادمة

في بداية أي أعمل دائما ما أضع خطة لنفسي لمدة 6 أشهر لا أهتم بالعائد المادي لأنني أبحث عن الخبةر وفهم مجريات العمل وحتى لو كان العمل لم يحقق لي أي دخل يذكر ولكني اكون استطعت الحصول على الخبرة الكافية بمجال العمل وبمجريات الأمور مما يؤهلني لمجارة سوق العمل ككل وفي مجال العمل الحر كانت أول تجاربي مجانية وتعلمت في تلك المرحلة قواعد السيو وتحرير المقالات بشكل كامل وكانت عامل لبناء ملف شخصي أيضا، وما ضحيت به كان بالتأكيد الوقت الذي أنفقته في هذه التجارب ولكنه كان موفق بنسبة كبيرة.