بدأ الموضوع في تعييني على مشروع خاص، يطلب صاحبه "كتابة محتوى"

وإليكم ما حدث بيننا (بعض التفاصيل غيَّرتها حفاظًا على سريِّة التواصل، الموضوع تعليمي فقط)

أنا: هل استطيع ان اعرف كيف تكون ادواري بالضبط في كتابة المحتوى؟

هو: أريد ان استشيرك في اي المنتجات اكثر طلبا ومتوسط سعر الشراء واي المنصات اكثر استخداما في هذا السوق.

من هنا بدأت أوَّل اشارة حمراء عندي، تحوَّل المشروع من الوهلة الأولى من كتابة محتوى، إلى خدمة بحث واستشارة.

عموما أستطعت أن أتخطَّى هذه المشكلة. سألته:

— هل هناك خطة لمنتجات تنوي اطلاقها في السوق؟

—أود إطلاق خطة معك ونبدأ معنا

** لا توجد خطة بعد، إشارة حمراء أخرى**

أنا مجددًا أبحث عن الوضوح وشيء أستطيع البدء منه:

—ماهي المرحلة الاولى من الخطة؟

— انشاء الحسابات الاجتماعية، سأرسل لك الأيميل والباسورد

— تمام ان شاء الله، سانتظر منك ايضا تحديد العمل المطلوب بالضبط ضمن فترة معينة والسعر الذي تتوقعه لهذا العمل. حتى نستطيع قياس مدى التقدم بشكل مقبول للطرفين.

—ماذا ستقدم أنت حتى نحدد السعر المناسب؟

إشارة حمراء أخيرة جعلتني أتخلَّى عن المشروع تمامًا، معتذرًا لصاحبه عن الإكمال. صاحب المشروع نفسه لا يعرف ماذا يريد حتّى الآن.

المشاريع الخاصة

صحيح فكرة مغرية أن يدعوك أحدهم لمشروع خاص، لكن مع هذا الموضوع يأتي تكليف آخر، أنت وحدك، ستكون مسؤولًا عن جعل العميل يوضِّح بالضبط ما يُريده.

لماذا رفضت المشروع؟

بداية لم يكن المشروع أصلًا حيًا، كان مجرَّد فكرة في ذهن العميل (الذي أكنّ له الاحترام، لكن أكرّر، نقلتُ قصَّته تعليمًا)

مرحلة تحوّل الأفكار إلى مشاريع هي مرحلة لا تحتاج إلى كاتب محتوى، بل إلى دراسة جدوى، وبحث ووضع خطَّة. هذا سيحفظ حقّ العميل قبل حقِّي، أستطيع أن أستغلِّه بـ 1000$ قبل أن يرى مشروعه النور ويحقق منه أي نتيجة ملموسة!

عندما لا تعرف ماهو المطلوب منك بالضبط، ستكون أقل قدرة على قياس تقدّمك.

عندها سنرى الكثير من المشاكل التي تواجه المستقلِّين حاليًا

— العميل يطلب مني أكثر مما اتفقنا

— العميل لم يعجبه عملي

— والمشاكل المشابهة!

درس لليوم، لا تقبل المشروع فقط لأنّه أُرسل لك بشكل خاص، حين يأتي للفتاة خاطب، تفحصه وتتحقَّق منه، وترى الانسجام بينهما قبل أن توافق، لكي لا تظلمه، ولا يظلمها!