السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت طرحت سؤالًا سابقًا حول أهم السياسات التسويقية التي يفضّل أن يتبعها المستقل للحفاظ على تجديد التعاون مع عملائه.
ولكن من بين التعليقات كان هناك رأي مختلف جذريًا، وهو لماذا أريد تجديد التعاون لإنجاز نفس المشروع بنفس المتطلبات؟
فهمت أن لكلٍ من الاتجاهين بعض المميزات وبعض العيوب أو لنقل التحديات.
برأيكم، ما الفارق من حيث التحديات والإيجابيات بين التعامل مع عملاء جدد وبين تجديد التعاون دوريًا مع عدد محدد من العملاء؟
بالنسبة لي التعامل مع العملاء بشكل متكرر يكسب صاحب المنتج بعض التحديات في تعديل وتحديث المنتج وتصحيحه في كل مرة،. فمثلاً، ستحتاج إلى تقديم خدمات ومنتجات مختلفة ومتنوعة لهذه الفئة المستهدفة المختلفة، بينما ينبغي لك تقديم مزايا وعروض وترويجات تتناسب مع احتياجات هذه الفئة المستهدفة. وإذا كان هذه أول تعامل لك مع عملاء جدد فستحتاج لعمل المزيد من الجهد في إقناعهم بجودة منتجاتك وخدماتك لكسب ثقتهم وإقامة علاقة جيدة معهم.
أيضا انظر انه عندما يتعلق الأمر بتجديد التعاون مع عملائك الحاليين، فستحتاج إلى الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والاحتفاظ بالعلاقة الجيدة معهم. يمكن أن يشمل ذلك تقديم خدمات إضافية أو تحديثات للمنتجات القائمة، إدارة المشاكل المحتملة، وتحسين التواصل والتفاعل مع العملاء الحاليين. وبما أنهم قد تعاملوا مسبقًا معك، فسيكون الأمر أسهل بعض الشيء في الحفاظ على علاقة جيدة معهم.
فمثلاً، ستحتاج إلى تقديم خدمات ومنتجات مختلفة ومتنوعة لهذه الفئة المستهدفة المختلفة
لم أفهم هذه النقطة يا عفيفة، لو أنني كاتبة محتوى، وأتعامل مع صاحب موقع متخصص في السياحة، فما الجديد الذي يمكنني تقديمه له إذا كان قد حدد سلفًا هيكل المقال ووضع معايير واضحة للمحتوى الذي يريده؟
برأيكم، ما الفارق من حيث التحديات والإيجابيات بين التعامل مع عملاء جدد وبين تجديد التعاون دوريًا مع عدد محدد من العملاء؟
لا يتوقّف الأمر على الشغف المهني فقط. للعمل الحر طبيعة خاصة للغاية. يجب أن نضمن فيها العديد من الاتجاهات من أجل ناجح مسارنا المهني فيها. فبالتأكيد ننادي جميعًا كمستقلّين محترفين بعدم وضع الأرباح كأولويّة. ونطالب مختلف المستقلّين المبتدئين دائمًا بالصبر وعدم وضع الأرباح نصب أعيننا في بداية الطريق. لكن في المقابل، يجب بعد فترة من الوقت أن ننجح في تحقيق الاستقرار المالي المناسب. هذا الاستقرار المادي هو ما يضمن لنا أننا سوف نستكمل عملية التطوير المهني التي بدأناها في العمل الحر، ولن نتجه إلى مسار مهني آخر.
من هنا يجب علينا أن نقسم جهودنا الإدارية بين الحصول على عملاء جدد وبين تثبيت علاقات مستمرّة مع عملاء أقدم، يضمنون لنا تغطية فرص سلبية عديدة. مثل فترات الركود في العمل الحر، وأزمات من هذا القبيل.
أرى أن نقطة الاستقرار المالي في العمل الحر تحدي صعب جدًا ربما هو أصعب تحدياته، وبالفعل يعد الاحتفاظ بتعاون دائم مع عدد من العملاء واحد من أهم سبل الاستقرار المادي بجانب جودة الخدمات والتسويق الفعال والتطوير الدائم، التطوير الدائم هنا يشمل البحث عن عملاء جدد لإنجاز مشاريع أكثر تنوعًا.
برأيكم، ما الفارق من حيث التحديات والإيجابيات بين التعامل مع عملاء جدد وبين تجديد التعاون دوريًا مع عدد محدد من العملاء؟
هذا يذكرني نوعاً ما بالقول: من السهل الوصول إلى القمة ولكن من الصعب الحفاظ عليها. أرى الفرق يسير؛ فالتعامل مع العملاء الجدد قد يكون أيسر من تجديد العمل مع عملاء قدامى قد جربوك وخبروا ما عندك من نقاط ضعف وقوة. فالعملاء الجدد أنت بالنسبة إليهم مستقل جديد يقدم خدماته لأول مرة وقد تقنعهم بخدماتك وجودتها في البداية ولذا أرى من السهل أن تحصل عليهم في البداية. أما العملا القدامى فأنت ستبذلين مجهودا أكبر لأنهم في كل تعامل يتطلبون منك إما نفس المجهود و الإنتاجية التي رضوها وقبولها منك وباركوها لك في المرات السابقة أو حتى يطلبون زيادة عليها, هذا برأيي يتطلب جهداً لتلبية التوقعات المحتملة. ولكن جانب جيد أيضاً في ذلك وهو اننا نكون قد وثقنا الصلات وفهمنا بعضنا البعض على عكس التعامل الأول مع العملاء الجدد.
فأنت ستبذلين مجهودا أكبر لأنهم في كل تعامل يتطلبون منك إما نفس المجهود و الإنتاجية التي رضوها وقبولها منك وباركوها لك في المرات السابقة أو حتى يطلبون زيادة عليها
ولكن أرى أن المجهود في تكرار التعاون أقل؛ لأنني علمت من نفسي القدرة على بذل هذا الجهد وتحقيق هذا القدر من الإنتاجية فسوف أكون مطمئنة نفسيًا إلى النتيجة، فأنا عرفت معهم كيف أحصل على النجمات الخمس والمراجعة المتميزة، بعكس التعامل الجديد فإنه يشكل عبئًا نفسيًا.
الأمر يعود لنوعية العمل وحجم الإنتاج أو حجم تقديم الخدمات الذي يمكن لمقدم العمل تقديمه.
بالنسبة لي كصاحب عمل نظامي في مجال الخدمات التسويقية الإلكترونية للشركات والكيانات الاقتصادية، فإنني أفضل الإبقاء على عدد محدود من العملاء الذين أتعامل معهم بشكل مستمر.
طاقتي الخدمية أصلاً أنا وزملائي في الشركة لا تكفي لاستقبال عدد كبير من العملاء في نفس الوقت، وإلا فسيؤثر ذلك على جودة الخدمات المقدمة.
وبالتالي فإن إبقائي على عدد محدود من العملاء الجيدين الذين تتوافر بيننا وبينهم علاقة جيدة وفهم وسلاسة في التواصل، يكون أفضل لي من اتخاذ مخاطرة بتجربة جديدة لعميل جديد قد يكون مريحاً وقد يكون مزعجاً.
اتخاذ خطوة التجربة هذه ألجأ إليها في حالتين، الأولى أن ينخفض عدد عملائي الحاليين لانسحاب أحدهم لأي ظرف، وأرغب في تعويض مكانه، والثانية عندما نستطيع تأمين أداء أوسع نطاقاً لخدمة عدد أكبر من العملاء بنفس الجودة.
الفكرة أن الإبقاء على العملاء الحاليين ليس بالأمر السهل، وهناك عوامل كثيرة تتحكم في ذلك بعيدًا عن جودة المنتجات أو الخدمات وبعيدًا عن مقدم الخدمة أساسًا.
ربما يكون الحل الأمثل هنا هو الاستهداف المناسب، وسأكون ممتنة لحضرتك لو تخبرنا عن الاستراتيجيات التي تراها مثالية للحفاظ على العملاء.
أعتقد أن استمرارية النجاح تتطلب المزج بين الأسلوبين: تجديد التعاون مع العملاء الحاليين، وكسب عملاء جدد. فمهما كان العميل الحالي صاحب قوة شرائية عالية، وطلبات كثيرة متكررة، يمكن بعد مدة طالت أم قصرت أن يتوقف عن العمل معنا لفترة مؤقتة أو دائمة. لذلك علينا عدم الاكتفاء بعملائنا الحاليين، بل كسب عملاء جدد لضمان الاستمرارية وزيادة الأرباح.
التعليقات