طالما لدي القدرة على تحقيق التوازن بين حياتي الشخصية وحياتي العملية فلما لا أكمل.
فما لاحظته بقصة هذه المستقلة أنها تعيش وحيدة، ولا تعطي لعلاقاتها الاجتماعية بعض الاهتمام، فهي بين العمل والتنزه مع كلابها ومشاهدة الإنمي، فهي تعيش بعزلة عن الواقع برأيك أين ستلتقي بحبيبها كما تقول.
يجب أن يكون لحياتنا الاجتماعية نصيبا من يومنا، فليس لأننا نعمل من المنزل فنعتزل كل ما خارجه، لابد أن يكون لنا أصدقاء وأنشطة جانبية ولا مانع من العمل خارج المنزل من وقت لآخر.
لن أتوقف بالطبع، الحياة ليس عبارة عن عمل فقط، ونجاح في الحياة لا يكون بالزواج فقط.
عندما قرأت قصتها رجعت بي الذكريات قبل 3 أشهر عندما كنت أقطن في غرفة الحرم الجامعي في غرفة وحدي وأعيش مع قطة صغيرة، لم أشعر بالوحدة بل بدت لي الحياة ممتعة وجدت أرسم لنفس خططا، يشعر الفرد كأنه يعيش من أجل نفسه فقط.
لكن لآن الزواج سنة الحياة، فأعلم بأن لدي القدرة في التوفيق بين حياتي المهنية والزوجية، سأستمر في العمل كمستقلة وزيادة على ذلك سأبحث لتسجيل لدراسة تخصصات أخرى.
الحياة لا تتوقف عند الزواج ولا بإمتلاك أموال طائلة، هناك من يملكون فقط قوت يومهم ولكن إستمتعوا بمذاق الحياة، وأخرون يسيرون تحت أموالهم إلا أنهم غير مطمئنين داخليا.
أرى أن هذه المستقلة محظوظة حظًا لا تستغلها لعدم اهتمامها بالحياة الاجتماعية، فبعملها من المنزل يمكنها الحصول على ساعات مرنة أكثر مما يوفر لها وقتًا للخروج إلى العالم ومقابلة الناس وهو ما لا تفعله للأسف وتعيش في عزلة كبيرة. في هذه الأوقات لا تزداد فرصة أختها لأنها تعمل في شركة فقط بل لأنها تخرج إلى العالم وتحتك بالناس بشكل أكبر.
شخصيًا سأحاول الموازنة بين شقي حياتي أيًا كانت طبيعة عملي فالانعزال الدائم يضيع منا وقتًا ثمينًا ليس في تكوين العلاقات بحسب بل في الاستمتاع بالعالم ككل وهو ما كان لديها.
أعتقد أنك أشرت لأحد السلبيات التي يجلبها العمل الحر من المنزل عند عدم الموازنة بينه وبين حياتنا الاجتماعية والشخصية.
تمام، العمل الحر هو وسيلة لتحسين الدخل أو مصدر للدخل، وفي كل مرحلة من مراحل حياة الانسان هناك التزامات ومسؤوليات، وبعد ان يكون لدي منزل فلا بد وان للمنزل مصاريف وبعد ان اتزوج هناك الأولاد والحياة الاجتماعية الجديدة. لذلك الهدف هو الحصول على المال، لأن حياتنا الان معقدة جدا ومن لا يملك المال يموت من البرد أو من الجوع او يطرد من بوابات المستشفيات أو حتى كما يقولون لا يجد من يرد عليه السلام.
كثيرة هي المشاكل الاجتماعية التي تتسبب بسبب عدم توفر المال ولا أحد منا أعتقد لا يملك التجربة او المعرفة حول ذلك. لهذا فإن العمل الحر هو وسيلة لغاية جلب المال واستمرار الحياة الكريمة.
تختلف هذه القناعة من مجتمع لآخر وحسب نظرة كل شخص لجوانب هذه القضية ، فنعرف أشخاصاً يملكون أكثر مما ذكرت ، لكنهم يستمرون بالعمل ، فالإنسان بطبعه يحب أن يحقق أهدافاً كبيرة ويصبح أكثر استقلالية ورفاهية .
أما النوع الثاني فهم الذين يقيمون علاقة حب بينهم وبين أعمالهم فتصبح سعادتهم في أعمالهم وكل ما يتعلق بها .
وهناك جانب يجب أن يُنظر إليه ألا وهو الراحة الجسدية والنفسية للشخص ، فكثير قد سمعنا عن أشخاص يتركون العمل بسبب الإرهاق والضغط النفسي الذي يتسبب به عمله مثلا الجلوس لفترة طويلة أمام الحاسوب ، أو عدم وجود وقت مناسب للعمل ، يتسبب ذلك في الكثير من المشاكل الإجتماعية والعاطفية أيضاً
التعليقات