قبل الموافقة على مشروع ما، ما هي الأسئلة التي يجب أن تعرف إجابتها من العميل ؟

أفضل ذلك أيضا، بل وهناك عملاء قد يجيبون على أسئلة محدودة لأن وقتهم قليل أو يتعاملون مع أكثر من مستقل، لذلك لا يفضل أن نشغلهم بالأسئلة، ونكتفي بالمهمة فقط، مثل تفاصيل المهام، والأفضل هو وجود ملف للمهام بالتفصيل ما يجعلنا متفقين عليه ونستشهد به وقت التعديلات

هذه النظرة يا عفيفة هي ما تجعلنا نخطيء في الكثير من الأحيان.

إن كنتُ موظّفا في الشركة وأعرف ما بها فلن أطرح هذه الأسئلة لأنني على علم بها بالفعل ويمكنني الحصول على إجابتها، ولكن هنا فإنني مستقل وهذا الشخص وشركته غريبين عنّي، لذا لا بديل عن السؤال.

وفي الحقيقة أن الإجابة على هذه الأسئلة إن كان صاحب المشروع شخص يفهم فلن يستغرق الأمر منه عشر دقائق بالضبط، أنا أقوم بالعمل نفسه في ساعات طويلة، لذا فإن الإجابة على أسئلة معلوماتها موجودة لدى العميل ولن تستغرق منه تفكيرا أنني كذلك أستخدمه كأنني أوظفه مكاني.

هدف العمل، والعملاء المحتملين، والمعلومات الداخلية الخاصة بالشركة أمور لن أستطيع أن أصل إليها بالبحث أبدا، بل أنني إن أردت الحصول عليها من نفسي سألجأ إلى التخمين، وإما أن أصيب أو أخطيء وفقا للحظ.

وهذا أمر غير احترافي أبدا.

ولكن ما أتخيله أن الكتابة الروائية تأخذ وقتا طويلا للعمل، فهل تعرضين على العميل كل فصل بعد انتهائه لكي يعدّل عليه أو يعطيك نصائح لبقية القصة ؟ أم تنتهي منها كلها مرة واحدة ثم تعرضينها عليه ؟

وكان يجيبني اعملي فقط, وبعد تسليم العمل كان يجيب ربما لو كتبتي كذا وكذا كان ليكون أفضل, فأضطر لاعادة العمل من جديد.

هذا بالضبط ما أتحدّث عنه يا إيمان، وهذا ما حدث معي وأعتقد أنه حدث مع أغلب المستقلين.

وما تعلّمته أنه إن كان العميل نفسه مبتدئا في التعامل مع المستقلين ويعتبرنا خارقين نستطيع فهم الماورائيات، فإنني أبدأ في طرح الأسئلة بطريقة أسهل وأبسط فمثلا بدلا من أن أسأله عن الجمهور المستهدف فإنني أسأله عن، من الذي تريد أنت تجذبه بهذا الإعلان ؟ أو أن أطرح عليه تخمينا من عندي كي يصححه لي، فمثلا أقول له، هل نستهدف بهذا الإعلان الرجال الشباب، صحيح ؟ فيقول لي مثلا ( لا، بل نستهدف كذا وكذا وكذا )

وفي الحقيقة، فإنه كما يواجه العملاء بعض المشاكل بسبب المستقلين المبتدئين، فإننا كنستقلين نعاني في بعض الأمور بسبب العميل المبتديء.

تعلمت شيء ما وهو ان افعلها كما يريدها هو وليس كما يجب ان تكون

هذه نقطة هامّة يا المهدي وكانت موضع نقاش بيني وبين أصدقائي لفترة طويلة، هل أقوم بالعمل كما يريده العميل بالضبط ؟ حتى وإن كنت أرى أن هذا العمل لن يجدي نفعا إذا تم على هذا النحو ؟ هل أخضع إلى رأى العميل وراحته أم جودة العمل يجب أن تكون على المستوى الذي أرغب به بعيدا عن رأي العميل ؟

ومن خلال التجربة توصّلت إلى أن رأيك هو الصواب، سأفعل العمل كما يريده العميل بالضبط.

هذه نقطة هامة أيضا يا نور سأكتسبها في الفترة القادمة، لم أكن أهتم بها كثيرا في الحقيقة، لكن أعتقد الآن أنها هامة كم تذكرين، وهي أن أتابع العمل مع العميل بعض كل خطوة، حتى أتفادى الأخطاء في بقية العمل، وحتى لا أضطر إلى التعديل على كمية كبيرة من المحتوى.