العمل الحُر أصبح مصدرًا أساسًيا للدخل الشهري للكثير من الشباب، وأنا واحد من هؤلاء، لأني بدأت العمل منذ ست سنوات تقريبًا، ثم جاءت خطوة الزواج، وهنا واجهتني أول مشكلة كمُستقل وشاب راغب بتكوين أسرة:

المجتمع لا يعترف بالعمل الحر كعمل كافي لتكوين أسرة

ولولا أن زوجتي كانت تعمل بالفعل كمُستقلة بدورها، لما تمكنا من إقناع أهلنا والمجتمع من حولنا بكوننا مؤهلين ماديًا لبداية بيت جديد.

وبعد أن أصبحت رب أسرة، زادت المشاكل ولم تقل:

كيف أصف لابنتي طبيعة عملي!

فالأبناء اعتادوا أن يروا أباءهم يخرجون صباحًا للعمل كل يوم، ويرجعون للمنزل في وقت محدد، ولديهم تعريف واضح لعملهم، مثلًا محاسب أو طبيب أو تاجر، أما أنا بماذا أصف عملي لابنتي!

الشعور بالتهديد تجاه تأمين لقمة العيش

على الرغم من أن دخلي الشهري جيد، ويعتبر أعلى من غيري من الشباب، إلا أنني قد أخسر كل شيء في لحظة، قد لا أجد مشاريع مناسبة، أو قد يعطل حاسوبي، تدور في ذهني آلاف من المشاكل التي قد تجعلني أعجز عن توفير حاجيات أسرتي.

عدم حصولي على المساحة الكافية للتركيز داخل المنزل

كوني رب أسرة، فلعائلتي حق عليَ، ومن حق طفلتي أن ألعب معها، وهذا كله يقلل من فرصة التركيز بالعمل، ومن الصعب أن تنهي عملك كمُستقل وسط صخب الأطفال.

مشكلة الوقت السلبي

أعني بالوقت السلبي، هو الوقت الذي أكون فيه بالمنزل وأنا لست فيه فعليًا.

يحسدني الكثير من الأصدقاء لكوني بالمنزل طيلة الوقت تقريبًا، ولكني لا أشارك هذا الوقت مع أسرتي، وأكون في عزلة لوقت طويل حتى أنتهي من عملي، ولهذا أدعوه وقت سلبي.

ولكن

حتى لا ننظر إلى نصف الكوب الفارغ فقط، عليَ أن أذكر مميزات كوني مُستقل ورب أسرة أيضًا:

*حال أسرتي المادية أفضل من غيرها ممن هم في مثل عمرنا، ولذلك لأن عائد العمل الحر أفضل من غيره، إذا كنت تمتلك الخبرات والمهارات المطلوبة.

*وتنظيم الوقت بين يدي، فإن رغبت بالسفر مع أسرتي يمكن أن أعطي لنفسي إجازة لأني مدير نفسي.

*وجودي بالمنزل، يعطيني وقت أكبر للعب مع طفلتي والمشاركة في تربيتها.

شاركونا تجربتكم، وكيف تجمعون بين كونك أب ومًستقل أو أم ومستقلة، وما هي مميزات وعيوب هذا الجمع؟