العمل كمستقل قد يبدو من الوهلة الأولى لبعض الأشخاص أنه يتمتع بالمرونة والرفاهية؛ لأنه لا يرتبط بوقت محدد، وهذا يبدو صحيحًا نسبيًا؛ لكن الحقيقة أن المستقلين يواجهون ضغوطات وصعوبات في العمل أكثر من الأشخاص الذين يعملون في مهنة ثابتة بوقت محدد..

إذن ما الحل؟؟

الحل أن نحاول إيجاد طرق مختلفة لمواجهة تلك الضغوط، وهي:

أولًا: أن نتعامل باحترافية

والاحترافية هنا لا أعني بها الاحترافية في العمل، ولكن ما أقصده حقًا هو أن نهتم بصحتنا جيدًا، ونضعها في مقدمة أولوياتنا، وهذا ما تعلمته في عامي الثاني بعد تخرجي من الجامعة حينما أخبرني مديري أن تعلقي الشديد بالعمل سواء في مجال الصحافة-بعد الدوام-أو في الشركة لا يعني أبدًا أن أتجاهل صحتي؛ لأن ببساطة الشخص المحترف في عمله هو من يفهم جيدًا أن الصحة هي مصدر ثروته الوحيدة.

ثانيًا: لا داعي أن نعمل وكأننا سوبر مان

أول جدول زمني وضعته في حياتي كان عبارة عن جدول لترتيب مهام لشخصية خارقة، ولهذا السبب لم أستطع بالطبع إنهاء تلك المهام، وللأسف وقتها تخيلت أن التقصير نابع مني لعدم إنهاء المهام، ولكن الخطأ هو وضع جدول لا يمكن اللحاق به أبدًا، ومن هنا اقتنعت أن العِبرة ليست بكثرة المهام، ولكن العبرة في إتمامها بإتقان في أقل وقت ممكن.

ثالثًا: ممارسة عادة الشحن والتفريغ

بالنسبة لي فترات إنهاء المشاريع هي فترة الشحن، وحينها أبدأ في برمجة عقلي على استيعاب كل شيء، وبرمجته على أوقات محددة، وعلى نمط تفكير معين..الخ، ولكن بعد الانتهاء من أيّ مهمة لابد أن أنتقل لمرحلة التفريغ، وهي مرحلة الابتعاد عن أيّ شيء متعلق بالكتابة أو الترجمة، وابدأ في ممارسة هواياتي المختلفة.

تلك المرحلة تجعلني قادرة على البدء من جديد، وتجديد نشاطي.

أخيرًا: الوقت لن يكون حليفنا للأبد

لا يجب أن نقع في فخ الوقت أبدًا؛ لأن المهام قد تستغرق منا وقتًا أكثر مما كنت أتوقع، وهذا قد يكون بسبب حالتنا النفسية أو امتلاء عقولنا بأفكار كثيرة تحول بيننا وبين إنهاء المهمة في الوقت المتوقع؛ لهذا يجب أن نعطي لأنفسنا مزيدًا من الوقت كي لا نقع تحت براثن التوتر وضغط العمل.

وسؤالي الآن: أيّ من تلك الخطوات تعتقد أنها أكثر فاعلية، وما هي الخطوات الأخرى التي سترشحها لي لمواجهة ضغط العمل كمستقل؟