في مكالمة هاتفية مع صديق لي بالأمس، طلب مني أن أنصحه بخصوص أمر أرى أنه في غاية الأهمية من وجهة نظري، وأحببت أن أشارككم النقاش حوله ليطمئن قلبي.

بداية صديقي حاصل على بكالوريوس التجارة قسم المحاسبة، وبعد تخرجه كان قد سافر في رحلة عمل استمرت لثلاث سنوات في المملكة العربية السعودية، في مجال تخصصه.

كان قد عاد إلى مصر إبان إنتشار جائحة كورونا، ليتم مراسم الزفاف، ثم حدث ما حدث من توقف الطيران، وانقطاع سبل العودة إلى عمله من جديد، وقد تم إستبداله بآخر، ويمكننا القول بأنه لم يعد له هناك مكان!

بالأمس كان يحدثني عن فرصة متاحة له، مكانة مرموقة ومرتب شهري ممتاز، ولكن هناك مشكلة، حيث أنه يعتقد أنه ليس الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وأن هناك من هو أحق بها منه.

الوظيفة ليست في مجال تخصصه أصلا ولم تكن ضمن اهتماماته يوما، وهي مدير لأحد المراكز التعليمية في أحد الدول العربية.

صديق قديم له هو من دله عليها وأخبره أنه يستطيع أن يدعم موقفه ويزكيه هناك لعلاقاته الطيبة معهم.

لم يكن صديقي يوما من المهتمين بعلوم الإدارة، ولم يكن يفكر في مثل هذا الأمر يوما، وربما في ظروف مختلفة ما كان ليقبل بمثل هذه الوظيفة، ولكن مسؤولياته الحالية وعدم إيجاد البديل المناسب حتى الآن يجعله في حيرة من أمره.

أعتقد أننا كلنا معرضون لهذا الأمر على اختلاف مجالاتنا عموما.

فمثلا على منصة مستقل، لا يخلوا أغلب المشاريع المطروحة من وجود عشرات الطلبات للتوظيف، وبالتأكيد يوجد منهم من ليس أهلا للعمل أصلا، وقد تضيع الفرصة على من هم أهل لها حقا.

كلنا يسعى هنا وهناك، وكلنا يبحث عن أفضل الفرص لتحقيق أقصى ربح ممكن، ولكن ....

ماذا لو جاءتك فرصة عمل أو تجارة أو شراكة مع زميل أو صديق، وكانت فرصة رائعة من حيث الدخل المادي، ولكنك ترى في نفسك أنك لست مؤهلا لها!

هل من الممكن أن تقبل بهذه الوظيفة خوفا من عدم تكرار الفرصة مقدما، أو طمعا في الربح؟

كيف يمكن أن تتعامل مع هذا الموقف، أليس أمرا شائكا حقا؟!