" اعتذر المستقل عن استكمال الخدمة نظرًا لوجود مشاكل صحية خاصة به" " طلب المستقل الغاء المشروع لوجود عارض صحي ألم به ." "المستقل لم يقدم الخدمة كاملة لوجود ظروف عائلية خاصة به".

تلك العبارات التي لطالما يرددها العملاء وأصحاب المشاريع في حال طلب المستقل إلغاء المشروع نتيجة ظروف صحية ألمت به أو اجتماعية خاصة في عائلته .

ف بلا شك من مِنا لم يمر بظرف صحي قاهر وربما اجتماعي في فترة ما ، لكن أن يُصادف ذلك الظرف الصحي والاجتماعي الصعب فترة تقديمنا خدمة لعميل ما أو أثناء قيامنا بتنفيذ مشروع معين ، فبالتأكيد هنا ستكمن الصعوبة ، ف نحن الآن في وضع لا نحسد عليه.

في هذه الحالة لا يوجد أمام المستقل خيارات كثيرة سوى خيارين إما أن يطلب من العميل إلغاء المشروع أو أن يطلب تأجيله، مع أن هذا الخيار مستبعد في كثير من الأحيان .

الأكثر تعقيدًا في الأمر هو عندما ينجز المستقل أكثر من نصف المشروع ،فلو وضعت نفسي مكان صاحب المشروع أو العميل ، ماذا سأفعل ؟ هل سأعطي المستقل الأجر المتفق عليه سابقًا مع أنه لم ينجز المشروع كاملًا أم أنني سأقدر جهده الذي بذله في المشروع وسأعطيه أجرًا مقابل ما قام به؟ ، أم أنه من الأفضل ألا أُعطيه أي مقابل كونه هو الذي طلب إلغاء المشروع ؟ حتى أنني أجد نفسي قد تضررت كثيرًا ، فالتصرف الذي صدر منه لا يعد احترافيا إطلاقًا ؟!

قبل سنوات وخاصة في بداية رحلتي في العمل الحر ، قد طلبت من العميل إلغاء المشروع الذي كنت أعمل عليه بعد انقضاء أكثر من نصف المدة ، أذكر أن المشروع كان يختص بإدخال البيانات في موقع ما ، كما أن مدة تنفيذه تحتاج إلى 30 يومًا .

العميل أنداك وافق على طلبي ، وقال لي بالحرف الواحد "سأستلم المشروع ،لكن اعتذر عن تقييمكِ"، مع أنني طلبت إلغاء المشروع ، ولكنه استلمه وبالأجر الذي اتفقنا عليه في بداية عملنا ، ربما أنني محظوظة بأنني عملت مع هذا العميل .

لكن لأكون صادقة مع نفسي ومعكم ، لو كنت مكان العميل وكان هناك سبب منطقي حول طلب المستقل إلغاء المشروع ، سأستلم المشروع ولكن لن أعطيه الأجر كاملًا أو حسب المتفق عليه في بداية المشروع ، بل سيكون الأجر حسب جودة العمل والمجهود الذي قام به فقط .

وأنت ... لو كنت مكان العميل هل ستعطي المستقل(الذي لم يُنهي عمله بشكل كامل نتيجة ظرف صحي أو عائلي خاص به) أجره كاملًا أم أنك ستعطيه الأجر حسب ما قام به من مجهود أم أنك ستكتفي بإلغاء المشروع ولن تعطيه أي مقابل ؟.