الفساد، وباء متنقل منذ الأزل ومرافق للسلطة أينما حلّت. فعندما تحلّ المصالح الشخصية الضيقة فوق كل إعتبار تصبح أخلاقيات العمل في خبر كان. وقد جهد المفكرين والباحثين منذ القدم لإيجاد حلول تحدّ من استشراء الفساد وقد كانت الحوكمة أو الإدارة الرشيدة الحل السحري لهذه المعضلة الأخلاقية. ينظم مفهوم الحوكمة المبادئ السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأساسية في تحقيق التطور من خلال تطبيق الشفافية ، وإشراك المواطنين في عملية اتخاذ القرار، وتحقيق العدالة، وإحقاق دولة القانون. وقد لاقت الحوكمة استحسانا شديدا من قبل الدول المتقدمة بخلاف الدول الأقل نموا التي تقاعست أمام تطبيق مبادئها التي لا تخدم مصالحها. واللافت في الامر أن إرساء أساسات الحوكمة يتدّرج من المؤسسات الصغيرة وحتى أعلى هرم في السلطة ما يعني أنها تتسع لتصل الى كافة معالم الدولة. ويعتبر الوصول الآمن والسهل الى المعلومات أحد أهم مداميك الحوكمة حيث يكون بمقدور المواطن الاطلاع على كافة بيانات الدولة وذلك بهدف المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات وتقييم كافة السياسات المطبقة.
برايكم ، هل الحوكمة هي الأمل الواعد للبشرية للخلاص من عذابات الفساد؟ كيف يمكن ضمان النجاح في تطبيقها؟ وهل تعرفون ضمن نطاق دولتكم، أو خارجها نماذج نجحت في التطبيق؟
التعليقات