" التوازن ليس دائماً الحل الأفضل"

لقد قامت إحدى صديقاتي في الأسابيع الماضية بالتخطيط من أجل عمل البازار الخاص به، فهي تعمل في مجال صناعة الأساور والقلادات اليدوية والتي يتم تطريزها بعناية، وكل شهر تقوم بعمل بازار أو booth لعرض المنتجات في مناطق مختلفة.

وتبدأ صديقتي في التجهيزات قبل موعد البازار بأسبوعين على الأقل، فتبدأ بالتخطيط وتحديد تكاليف نقل المنتجات، وإيجار المكان بالساعة وكافة المصروفات التي تتوقع أن تنفقها خلال مدة العرض، وعلى الجانب الأخر تبدأ في حساب الإيرادات المتوقعة والأرباح التي ستحصل عليها من البازار.

وتشير العملية التي قامت بها صديقتي لحساب التكاليف والإيرادات المتوقعة إلى الشكل البسيط لـمصطلح" الموازنة العامة " فهي بيان تقوم فيه الحكومة بتحديد التكاليف المتوقعة والتي سيتم إنفاقها على كافة القطاعات في الدولة، والإيرادات المتوقعة ولكن في سنة مالية قادمة أو مستقبلية.

تحاول كل دولة أن تصل إلى حالة من التوازن في الموازنة العامة، أي أن جانب التكاليف المتوقعة يساوي جانب الإيرادات المتوقعة، هل تصل الدولة إلى حالة التوازن دائماً؟ بكل تأكيد " لا " فقد يبتسم الحظ للدولة وتصيبها حالة من "فائض الموازنة"، وهي أن الإيرادات المتوقعة أكبر من التكاليف المتوقعة، ويوضح فائض الموازنة تمتع الدولة باقتصاد قوي وأن معيشة الأفراد في الدولة مرتفعة وقد يصاحب ذلك ارتفاع في المعدلات الضريبية أو قد يتعثر الحظ في الوصول إليها وتصيبها حالة " عجز الموازنة " وهي الوجه الأخر للفائض فتكون التكاليف المتوقعة أكبر من الإيرادات.

لذا ما هي الحلول التي يمكن أن تقوم بها الدولة من أجل حل مشكلة عجز الموازنة؟