بعد عدة أعوام من التفاوض والمفاوضات الدبلوماسية، تم عقد مؤتمر تاريخي مؤخرا لمجموعة دول البريكس، والذي ضم ستة دول جديدة من بينها مصر والإمارات والسعودية فكان هذا المؤتمر مناسبة لتغيير موازنة القوى في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير، لكن كيف ذلك؟

انضمام الإمارات والسعودية ومصر إلى بريكس يعد خطوة مهمة في تحول موازنة القوى الاقتصادية العالمية، فهذه الدول تمتلك اقتصادات قوية ومؤثرة، وتعد من اللاعبين الرئيسيين في أسواق الطاقة العالمية، سيفتح أيضا آفاقا جديدة من التعاون والشراكة مع دول المجموعة، التي تعد من أسرع اقتصادات العالم نموا، وتشكل نحو 29% من الناتج الإجمالي للاقتصاد العالمي!

لا شك في أن هاته الدول ستستفيد كثيرا من انضمامها لبريكس، فماذا عن الإنعكاسات التي ستعود على المنطقة العربية كلها، أعتقد أنه يمكن أن تستفيد من توسيع حجم السوق وتحسين حركة الاستثمارات والأموال، والحصول على متنفس أوسع للتحرر من قبضة الدولار، مثلما ستستفيد دول المجموعة من استقرار أمن إمدادات الطاقة لكبار المستهلكين، وخصوصا الصين والهند.

انضمام هذه الدول إلى بريكس يشير إلى التغيرات الجيوسياسية والجيواقتصادية التي يشهدها العالم، والتحديات التي يواجهها النظام الدولي المبني على قواعد، في ظل التوترات والعقوبات المتبادلة بين موسكو من جهة، وواشنطن وعواصم دول أوروبية من جهة أخرى.

كما نعلم فإن الصين هي أكبر شريك تجاري للدول العربية، وأكبر مستورد للنفط منها، كما أنها تقدم لها مشاريع ضخمة في إطار مبادرة الحزام والطريق، كما أن روسيا هي حليف استراتيجي للدول العربية في المنطقة، وتلعب دورا حاسما في حل الأزمات والصراعات، لذلك فإن انضمام هذه الدول إلى بريكس يمثل تأكيدا على علاقاتها الوثيقة مع هاتين الدولتين، وتقديرا لدورهما في دعم مصالحها برأيكم ما هي توقعاتكم لأثر هذا الانضمام على الاقتصاد وسعر الدولار تحديدا؟ وهل سيكون له تداعيات سلبية؟