لا يخفي علينا أنّ في أي أزمة خانقة تضربنا قد ينخفض الطلب على السلع ذات الأسعار المرتفعة لكن الأمر الذي نستغربه حقًا هو أن البعض قد يتجه أيضًا إلى شراء بعض الأشياء التي تقع ضمن فئة الكماليات الأقل تكلفة أو سلع رفاهية Luxury Goods، فهل سبق أن شاهدتم اكتظاظًا على أسواق مستحضرات التجميل لتلبية احتياجاتهم الفاخرة في خضم هذه الأزمات والركود الاقتصادي التي تمر به بعض البلاد؟ هل وجدتم بعض المطاعم والمقاهي مكتظة بالزبائن؟ هل لاحظتم أن بعضنا يقبل على شراء الهواتف النقالة بشكل ملحوظ؟ 

حقًا قد نستغرب هذا الأمر للوهلة الأولى. فبدلًا من أن نركز كمستهلكين على تأمين الحاجيات الاساسية فقط، قد نلجأ أيضًا إلى شراء أشياء نحن أصلًا لسنا بحاجة إليها كوننا نمر في أزمات عصيبة تخنقنا! 

 "ليونارد لودر" الرئيس السابق لشركة Estee Lauder و المختصة في المستحضرات التجميلية اكتشف أن شركته تمكنت من بيع منتج أحمر الشفاه في عام 2001 بنسبة 11%، الأمر مستغرب حقًا، فالبلاد تمر بركود اقتصادي بعد أحداث 11 سبتمبر إلا النساء أقبلن على شراء هذا المنتج. الأمر تكرر أيضًا في عام 2008 مع الأزمة المالية وانهيار الأسهم عندما أقبل المستهلكون على شراء طلاء الأظافر.

من هذا المنطلق أوجد "ليونارد لودر" أوجد نظريته  "تأثير قلم الحمرة" (Lipstick Effect)، لكن سرعان ما يتبادر إلى أذهاننا سؤال مهم ويطرح نفسه بقوة، لماذا نشتري أشياء غير ضرورية كوننا نمر في مثل هذه الأزمات؟ ما الهدف من شراء هذه الأشياء؟

لودر يرى أن الناس تقبل على شراء هذه المنتجات لتتناسي أزماتهم الاقتصادية و الرفع من معنوياتهم، إذًا استنتج هنا أن من يمر بضائقة مالية سيكافئ نفسه بشراء شيء ينسيه أي مشكلة مالية، فمن الممكن أن تشتري النساء المستحضرات التجميلية وربما بعض العائلات تقضي أوقاتها في المقاهي والنوادي و والمطاعم بالرغم من الأزمة المالية التي تعصف بهم.

ثمة دراسة أمريكية أفادت أن في ظل ارتفاع البطالة في أمريكا في وقت ما، قامت بعض العائلات بتخصيص أموالا لشراء الإلكترونيات ومنتجات الترفيه.

دعونا الآن نتساءل ونتشارك آراءنا حول هذه النظريةوكون الأزمات الاقتصادية لا تفارقنا أبدًا، هل لاحظتم "تأثير قلم الحمرة" (Lipstick Effect) أم أنكم لا تشترون سوى الأشياء الضرورية؟