بعد ان استثمر جيف بيزوس في شركة ناشئة تسعى لعكس مسار الشيخوخة، هل تعتقدونه استثمار واعد؟ أم تقليعة؟

بالنسبة لفكرة تحدي الموت، لا أحبذ هذا المسمى، لأنه بالطبع أن لكل منّا أجل لن يؤخر أو يُقدّم.

اتفق معك يا أستاذ يس في غرابة طريقة كلام هؤلاء المليارديرات، وفي طريقة كلام الغرب عموما.

الموت حالة لها قداسة ورهبة غير عادية، ولا يمكن لأحد ان يتحداه.

مجرد سعي لحياة أفضل!

هنا سنختلف، ففي رأيي أن يسعون في هذا الاستثمار، يريدون شباب دائم ويودون لو عمروا في الارض الف عام، وفي نفس الوقت يدوسون على الاخرين ولا يأبهون لإنسان او حيوان ولا يهتمون إلا للمال، اتمنى لو كان دافعم حياة أفضل للبشرية، ولكني لا انقيهم ابدا من هدف الربح ثم الجشع والانانية.

ثمة عدم ارتياح عندي لهذا الصرف البذخي على تجارب محاربة الشيخوخة، في حين انهم يستثمرون ايضا من اجل إنتاج فيروسات استعدادا للحرب البيولوجية وفي ظل وجود الملايين من المرضى الشباب والاطفال الذين هم في حاجة لبعض الاستثمارات لتدعم علاجهم. وكأن هذا النوع من الاستثمار في رايي أخذ أولوية لا يستحقها.

لا أظنه أنه سينجح

مرحبا عفاف،

انا اتمنى ان لا ينجحوا.

وذلك لأنهم يعرفون أن شبابهم عدة سنوات وحياتهم لن تزيد من 70 - 80 عام ومع ذلك ملئوا الأرض ظلما وجورا، فما بالنا لو نجحوا في الحفاظ على صحتهم وإطالة عمر شبابهم، مع اليقين بأنهم لن ينجحوا في إطالة حياة نملة لمدة لحظة واحدة، وانما سحرتهم الحياة المادية والعلمية لدرجة تصوروا بجهلهم انهم قادرون على الارض وعلى الحياة ومن فيها. سبحانك ياربي وتعاليت علوا كبيرا.

ولكن العجيب ان مثل هؤلاء لا يدخلون مجال للاستثمار إلا إذا تيقنوا انهم رابحون 100% وربما اكثر، فكيف يخطئون في هذه؟ أم تراهم سيبيعون الوهم - وهم الصحة والشباب الدائم والعمر الطويل- لأثرياء مثلهم ولكن اكثر منهم ضلالا؟

انظري كيف تربح عمليات شد البشرة والنفخ وغيرها برغم انها تترك اثار تشويه في الوجه بعد عدة مرات. وكيف تربح حبوب وكريمات اعادة الشباب والحيوية وحقن نفخ العضلات.. لماذا تربح هذه الاستثمارات برأيك؟

ارى ذلك ايضا يا أستاذ وليد، كما لا ارى عيب في الشيخوخة.

كما يقولون : كل شيء في وقته المناسب، فالشباب جميل ولكن له عمر معين ، وإذا انتهت فترة الشباب فليس من الجيد ان نرى العجوز المتصابي.

انا ضد المرض واعوذ بالله منه، لكن فكرة الشباب الدائم، فكرة غير منطقية، ولو استطاعوا الوصول لها من حيث الشكل، فأتصور انهم لن يستطيعوا الحفاظ على روح الشباب والمرح والانطلاق.

فمع الوقت سنرى هذه التجارب تنتج لنا مسوخ بشرية، شكلها شباب وأرواحها عجوزة، ليثبت فشل هذه التجارب كما فشلت تجارب عمليات التجميل وشد البشرة ونفخ الوجه ... الخ

مثلا نهتم بالطعام الصحي والرياضة، ...

وهذا هو الاستثمار الحقيقي في هذا المجال، لأن اي كريم او أي طريقة بخلاف الطرق الطبيعية لابد سيكون لها اثر سلبي على الصحة العامة مع مرور الزمن، وربما هؤلاء المستثمرون يراهنون على الزمن في عدم ظهور الاثار السلبية لعلاجاتهم.

بمعنى ان مستخدمي كريمات وعلاجات مقاومة الشيخوخة سوف لن تقل اعمارهم عن 45 عام مثلا، والوقت المتوقع لظهورالاثار السلبية للعلاجات غير الطبيعية للشيخوخة، ولنقل 10- 25 عام، وقتها سيكون الشخص قد وصل ال60 وفي حالة ظهر مرض بالجدلد أو بالكلى ... الخ يمكن تعويل ذلك على شيخوخة اجهزة جسمه، وربما لن يعيش لوقتها.

وهذا الامر يشير إلى حقيقة نتجاهلها جميعا وهو انه لا توجد دراسات طويلة المدى على الخلايا البشرية حول تأثير علاجات الشيخوخة بعد استخدام متواصل لعشرة او عشرين عام.

لو أنني مستثمر في الأسهم، كنت لأشتري سهما في تلك الشركات، لأن هذا السعي لن يتوقف أبدًا، بغض النظر عن نجاحه أو لا،

دعني انصحك بأن لا تفعل حتى لا تبؤ بإثم ما قد يصنعوه بالبشر، ولا تنسى انه ليس كل المكسب أموال وعقار. ولو استثمرت أموالك في محل بقالة يوفر لقمة العيش لك ولعدد محدود من متوسطي الحال، سيكون مكسب مضمون ومبارك فيه بإذن الله لأن الغرض منه كله خير، ولا غرور فيه ولا سيطرة ولا تكبر.

الإجابة أنهم لا يريدون نفع الناس ولا حمايتهم من المرض، بل يريدون التمتع بهذه الحياة إلى أبعد مدى.

صدقت يا استاذ احمد، إن مثل هؤلاء المستثمرين اصحاب الصول والطول، يريدون لأنفسهم ان يعيشوا ألف عام، وهم في نفس الوقت يفكرون في تخفيض اعداد البشر للحفاظ على موارد الكوكب.

وكأنهم يستثمرون لأنفسهم !!

ولكن يمكننا نحن ايضا - من يحسبوننا عالة عليهم ولا نستحق الحياة من وجهة نظرهم، وهم مخطئون بالطبع، فنحن أحق بالحياة لأننا نعترف بهذا الحق للجميع- يمكننا ان نستثمر في حياتنا بالطرق المعروفة لنحيا طالما اراد الله لنا الحياة في صحة وسعادة بعيدا عن الوهن والمرض وشرائط الادوية، هل تعتقد يا استاذ احمد أن ما راح اليه مايكل ويست، عالم الشيخوخة والرئيس التنفيذي لشركة AgeX Therapeutics، عندما يقول أن الطرق التقليدية للحفاظ على الصحة لا تؤتي ثمارها وأن كثير من النصائح في هذا المجال لا تعمل؟

إن مثل هذه التجارب تذكرني ، بحيوان لا يمكن قتله، تبارك الله فيما خلق.

إن هذا الحيوان لا يموت إلا موتة ربه، حيث يمكنه الدخول في حالة مجففة تبقيه على قيد الحياة في أي بيئة خارجية خطرة. إنه يلتف حول نفسه ليكون برميلي الشكل، ويصير جسمه شبيهة بالزجاج، ويدخل في حالة سبات، وخلال هذه الحالة يكون غير قابل للتدمير إلى حد كبير. كما أنه نجا من جميع أحداث الانقراض التي شهدتها الأرض، منذ أربعمائة مليون سنة مضت وصولاً إلى أحداث الانقراض التي قضت على الديناصورات.

فما كان من علماء الارض الافاضل إلا ان بدأوا بالبحث في الخلية الحية لهذا الحيوان وشريطه الوراثي لعلهم يصلوا سر الجين المسئول عن هذا الامر ليحولوه إلى مصل يفيدهم في حياتهم التي يحلمون بأن لا تنتهي. ولكن هيهات، عبثا يحاولون.

وسوف ينضم لقائمة المستهلكين او الزبائن المستفيدين، كل الفنانين ولاعبي الكرة وبقية الأمراء والملوك والحكام، ليشكلوا معا المليار الذهبي دائم الشباب، ولكن هيهات.

سيجدوا زبائن كثر، وقد يعد هذا مؤشر على ربح المشروع كما تعتقد يا استاذ لؤي، ولكنه غير انساني، وأناني، ولهذا سيفشل. لأن الله وعد بهذا، أن زبد الماء سيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.