لعل جيل التسعينات يعرف هذه الشركة جيدًا؛ إذ عاشوا طفولتهم وهم على علمٍ بهذه الشركة، يطمحون دومًا للشراء من متاجرهم، لكن هل تعلمون أنها أعلنت إفلاسها وانهارت؟ وذلك بعدما كانت تمتلك أكثر من ١٥٠٠ متجرًا حول العالم، فكيف حدث هذا؟

عقدت الشركة سنة ٢٠٠٠ شراكةً لمدة عشر سنوات مع شركة أمازون، بأن تكون أمازون البائع الحصري لمنتجات الشركة على الموقع الإلكتروني لأمازون، مقابل أن تدفع الشركة سنويًا ٥٠ مليون دولارًا إضافةً لنسبة من المبيعات.

بهذه الشراكة، لم يصبح لشركة الألعاب المعروفة أي تواجدٍ مستقلٍ على الإنترنت؛ فعندما يدخل أحدٌ موقعهم، يتم تحويله تلقائيًا لموقع شركة أمازون، والتي هي البائع الحصري.

أخلّت شركة أمازون بالشراكة؛ إذ تعاقدت مع شركات ألعاب أخرى، تعرض لها منتجاتها على موقعها الإلكتروني، جنبًا إلى جنبٍ مع منتجات تويز آر أس، فرفعت دعوى قضائية على شركة أمازون، وفازت بها بالفعل مُنهيةً الشراكة، ولكن بعد ماذا.. بعد خراب مالطة!

ضيعت الشركة الكثير والكثير من الوقت أثناء شراكتها مع أمازون، فلم تقم بتطوير وجودها على الإنترنت بشكل قوي، واصطدموا بالسلوك المتغير للمستهلك، والذي صار يعوّل على الشراء إلكترونيًا بدلًا من الذهاب التقليدي للمتاجر، فتأخرت عن دمج التكنولوجيا في بيعها، فسبقتها شركة أمازون ونظيراتها في السوق.

في خضمّ هذه الظروف، وفشلها في مواكبة التكنولوجيا الحاصلة عما كان قديمًا في أوائل العقديْن الأخيرَيْن، وصلت ديونها ل٥ مليار دولار، وأعلنت إفلاسها عام ٢٠١٨.

لعل الخطأ الأبرز للشركة، هو عدم تنبؤها برؤية واضحة لمتغيرات العصر، من تطور تكنولوجي هائل، وكذلك أنها لم تعمل على مواكبة هذا التطور بتعزيز وجودٍ قوي على الإنترنت، وأخيرًا أنها لم تدرك ذلك إلا متأخرًا؛ وذلك بعدما سبقتها الكثير من الشركات الأُخرى على الإنترنت.

نأخذ العبرة من ذلك، أنه في دنيا المال والأعمال، علينا دراسة السوق باستمرار، لنلمس ما فيه من تجدد؛ لنواكبه فورًا، وألا نكون متجمدين واقفين في مكاننا، فالوقوف والثبات في نفس المكان، يعني في الحقيقة أننا نرجع إلى الخلف ونحن لا نشعر!

هل تملكون ذكريات مع هذه الشركة؟

هل ترى خطأ الشركة يشبه خطأ شركة نوكيا؟