في البداية لا أريد للقارئ أبدَا أن يعتقد أنني أناصر المرأة ضد الرجل، الحكاية هنا إنسانية محضة وربما تتبدل الأدوار في حكايات أخرى ..

صديقةما سخرت من مشاعري يومًا ما وتكرر الأمر لمدة سنة ونصف تقريبًا، تطالبني كل يوم أن انضج واتجاوز الأحاسيس الزائدة التي اشعر بها، كنت احاول بكل استطاعتي أن اجعلها تقدر أننا مختلفون كبشر، لكل منا وعاء مختلف ببساطة ...

بعد سنة ونصف كما قلت سابقًا جلسنا لنفند الأمر وبالمصادفة كانت قد أنهت علاقتها العاطفية مع شخص يبدو في منتهى المثالية لكنه يعقلن مشاعره بشدة ولا يسمح لها بالتدفق، كل شئ يريد أن يخضعه لعقله، يريد لكل شئ أن يكون مميكنًا، وبالمصادفة اكتشفت رفيقتي أن السخرية التي أصابتني بها والعقلانية التي كانت تطالبني بها كان ذلك تأثيره هو عليها وعلى عواطفها، كانت تحاول أن تعقلن كل شئ تفعله كي تتأقلم معه حتى إذ انفجرت ذات لحظة وقالت هذا ليس أنا ... لقد حرمت نفسي من المشاعر والأحاسيس دون أن أدري...

وهذا قادني لشئ نغفل عنه كليًا ... هو أننا نخلط مشاعرنا بمشاعر الآخرين، نتناقل الطاقة فيما بيننا دون أن ندري حقًا هل هذا نحن أم الآخرين ...هل تخيلت أنه يمكن لك في الموقف الذي صرخت فيه في وجه رفيقك أن هذا ليس أنت وإنما أزعجك شخص ما قد يكون بائعًا متجولًا بضوضائه أو مصلحة حكومية انتظرت فيها كثيرًا؟

هذا يقودنا لشئ آخر وهو كيف ندرك مشاعرنا وكيف نتعامل معها كي نوقف الطاقة السلبية عندنا؟ كيف نقاوم نقل هذه الغوغاء إلى الناس؟!، لا اقول طبعًا أنه عليك أن تصبح كالأسفنجة فتمتص للجميع ولا تعبر عن نفسك وغضبك، لكن هناك طرق كثيرة لتفريغ الطاقة السلبية وعلم يدرس ربما يمكنني سرد لك البعض منه في مقال آخر ..

ما رأيك أنت؟ هل ترى أنك تتصرف في بعض المواقف وكأنه ليس أنت؟و وهل ترى تفريغ الطاقة السلبية مهمًا وتريد أن تراه في مقال؟