السلام عليكم..

في البداية, دعوني اتحدث عن نفسي قليلاً....

مواطن من احد الدول الخليجية... عمري في بداية العشرينات متخرج من الجامعة ولله الحمد والمنة موظف حالياً كنت انسان طبيعي جداً احب الطلعات والاصدقاء والسهر ووو.. كأي انسان في عمري وكان جسمي في ذلك الوقت نحيل الى متوسط بسبب الرياضة وكنت انسان مرح جدا بشهادة كل من حولي اسعد نفسي واسعدهم لا اكترث الى الاخبار ولا تشدني ولا تهمني من الاساس...

إلى ان وصلت الى المرحلة الثانوية و مع بداية الحرب السورية كل الناس تتحدث عن الحرب وعن القتلى ووو... كان الامر محزن جداً بالنسبة لي فأنا لا أرضى ان يحدث هذا للعرب وللمسلمين وكنت اضن ان الوضع لن يستمر مجرد اشهر ويعود الوضع الى ماكان عليه ومن هنا بدأت رحلتي مع متابعة الاخبار والسياسة والحروب اللتي لم ولن تنتهي كنت اشاهد القتلى من الشعب السوري وظلم وجور النظام عليه وكنت فعلاً اتالم واتاثر وبدأت متابعه الاحداث هناك عن طريق اليوتيوب ومع الانشقاقات اللتي حدثت واصبح الوضع هناك عبارة عن جماعات وانقسامات قررت الابتعاد عن متابعة الاخبار ومقاطع الفيديو...

وبعدها بدأت الحرب في اليمن ورجعت الامور الى ماكانت عليه وأسوء بدأت متابعة الاخبار بشراهه وكل وقتي للاخبار والتحاليل الموجوده على اليوتيوب اشاهدها كامله دون ملل مع تشابك المشاكل الاخرى في العراق ولبنان وليبيا وتونس ووو... و كان الامر يحززني فعلياً وكأن في يدي شيء آخر غير الدعاء..

المشكلة ان المشاهد هذه والاخبار اصابتني بالاكتئاب منذ بداية الحرب في سوريا وتغير حالي 180 درجة اصبحت اقل فرحاً واصبحت صداقاتي سطحية مع الجميع وعلاقاتي مع الاهل ليست كما كانت عليه من حال أصبحت رهيف القلب جداً أي شيء يبكيني وأي اغنية حزينه تأثر فيني وبعضها تبكيني ايضاً اصبح الاكل هو كل وقتي ومحب جدا للمطاعم وزاد وزني بشكل مخيف كان في بحر ال85 عندما كنت في الثانوية الان وصل وزني الى 150...

لاحضت هذا في نفسي وبدأت ابتعد عن الناس لكي لا اصيبهم بالاكتئاب هم ايضا ولا احب الصداقات الجديدة ابتعد عنها كل البعد خوفاً عليهم مني واجد كل من هم حولي افضل مني حتى لو كان طفلاً صغيراً يتحدث افسر كلامه بشيء كبير جداً واعتقد انني غبي وان حتى الاطفال اذكى مني... اصبحت قليل التحدث واخجل كثيراً من الحديث مع اي احد كان.. وكان لي ابن عم اكثر من صديق بل كأنه اخي من المتوسط الى الثانوية ونحن اصحاب جداً الى ان افترقنا في الجامعة فهو سافر للدراسه في منطقه اخرى ولاحظ هذا التغير اكيد ولكن كان يتظاهر ان الامور بخير وكأني لم اتغير... اصبحت بيتوتي واعشق الانطوائية عكس ماكنت عليه من قبل اصبحت متشائم جداً في الكلام وممل الجلسة عكس تماماً ماكنت عليه لك ان تتخيل الصدمه النفسية لي ولمن يعرفوني من قبل والأن ... ولا أثق في أي احد في العالم كائن من كان...

الأن لم يبقى لي في هذه الدنيا سوا واحد من اصدقاء الجامعة وأمي وابي وبعض اخوتي و هم لا يلقون لي بال يروني ضعيف جداً ولا اتحمل المسؤوليات ولا اللومهم على ذلك اكيد لا يوجد لي اي مشاركات او تأثير مثلي مثل أي كأس شاهي في الجلسة بل كأس الشاهي يفيد اكثر مني على الاقل..

ولو جلست مع الاهل لا اجد شيء لنتحدث فيه سوا.. كيف حالك؟ و كيف الدوام الليوم؟ اكيد جوابي بخير وعافيه وكل الامور طيبة... انتهى الحوار وان كان هنالك اي تطور في الاخبار عن قطر مثلاً او عن اليمن تجدني اتحدث وبكل طلاقه مع جميع اخوتي ووالداي...

يعني انا لا يوجد لدي حوارات معاهم سوا السياسة فقط.. هم يكرهونها فعلياً واجد ذلك في اعينهم وطريقة حديثهم ولكن يجارونني لكي اتحدث معاهم ولا يريدون مقاطعتي لانهم يعرفون انني حساس..

ماهو الحل المناسب برأيكم فأنا اكره نفسي كل يوم اكثر من الآخر وأخاف علي من ان اجن... وكل ما تذكرت انني سوف اتزوج عن قريب احاول ابعد الفكرة من رأسي بكل جدية خوفاً على بنت الناس من حقها ان تسعد وتهنئ برجل مرح يحب الحياة...

دلوني بالله عليكم بأي حل كان انا راضي 7 سنوات ذهبت من عمري بلا ضحكه صادقه تعبت من المجاملات...