أيها البحر ! هذا الذي أتى إليك، لم يجد من يتّسع صدره لما يشعر به من كدر هذه الدنيا وتعبها .. 

جئتك شقياً، و على أملٍ مني سأودعك وفي قلبي شيء من السكينة والاطمئنان .. 

منظرك، وهدأة أمواجك، ودفء مائك.. كل ذلك قادر على أن يبعث فيّ روحاً جديدة، لا تكدّ ولا تشقى. 

وحدك أيها البحر، تستطيع أن تجعلني "أنا"، وتستطيع أن تنتزع مني كل السّهام الموجعة، وتلقي بها على ساحلك .. 

 أعتذر أيها البحر ! لم آت إليك يوماً فارغاً، لم أدعك وشأنك، كلما توجعت، كلما تألمت، جئتك حاملاً آلامي معي .. 

كنت ولا زلت سندي، ومعيني على تلف الألوان السوداء المحيطة بحياتي ..

 مجدداً، لقد استطعت أيها البحر أن ترمّم شيئاً مني، وتضمّد جراحي، وتحررني من "أنا القديم" .. 

 شكرا، وعلى لقاء آخر، مع آلام جديدة ..!

_______

▪︎ عادل أورياغل - الجمعة 15 يوليوز 2022