الساعة 7 صباحًا ، لا أمل مني ، كم انا ضعيف ، فشلت مجددا في مقاطعه العالم الأفتراضي .
لقد قطعت على نفسي عهدًا قبل النوم انني لن ألمس الهاتف "الثقّال" الذي اثقل حياتي متاعبا و سبب لي عزلة لا أستطيع الخروج منها مع الم فضيع في رأسي .
منذ السادسة اكتشفت عائلتي ان عيني اليسرى ضعيفة جدًا ، فهي نصف درجة من اصل ست درجات .
يفشل الدماغ تكرارًا في مواءمة الصورة ، فالعين اليمنى ترى بشكل ممتاز لكن اليسرى تكاد ترى .
مما يسبب لي الم نصفي رهيب يلازمني على فترات منقطعه الى يومنا هذا ؛ والهاتف يزيد المي اضعاف وبفترات تكاد تكون مستمرة بسبب تحديقي الدائم للهاتف.
لا أدري .
لا أعمل ؛ ولا أتحدث مع الآخرين بثقة ، لا أستطيع فتح حوار ، ولا امتلك المال...
ربما الهاتف ملجئي الوحيد؟
يارب ، يقال انك تأخذ من شخص شيئ وتعوضه بشيء آخر .
لكنني يارب لا امتلك شيء ، وليس لدي شيء .
نومي اصبح ثقيل للغاية ، ومزعج للغاية ، استيقظ متأخرا بالرغم من نومي المبكر ، عضمي يؤلمني ورأسي يكاد يتفجر .... ونسيت ، لدي انحراف شديد في انفي ، ما يجعلني اتنفس غالب الوقت من فمي ، يجعل هذا الامر نومي عذاب ..
أشعر بأن لدي الكثير لأتحدث عنه ، اشعر بأن لدي موهبة حقيقية . لا ، ، مجرد اشياء اعرفها لاتجعلني موهوبًا ..
أمي .. أرجوك يا بني ، لقد تعبت ، تبكي بشده ... حالك يتعبني يا أبني ، انت لست ابني الذي اعرفه ، ارجوك ارجوك ، عد كالسابق..
دمعات أمي تقتلني من الداخل ؛ تمزق احشائي ، كل شيء في جهة ، ونظراتها الحزينة في جهة اخرى ...
اقول في قلبي ، اآآه يا أمي ، ابنك قد تعب.
لا أتكلم ، اقبل رأسها واذهب .
يارب اين الطريق ، أنا تعب ، يارب يارب...
رأسي لايخلو من الأفكار ، رأسي يزداد المًا ، اشعر ان احلامي ومحاولتي للهروب تستهلك كل طاقتي في التفكير وتجعلني عاجز.
فيك بوك ، الذي زيّف حياتي ، كل الناس تعيش إلا أنا ..
اريد ان اصرخ ، اريد ان ابكي ، انا رجل ... ضعيف .
دفعت الباب بخفة ، وقفت ونظرت في تلك العيون التعبة ، انهرت بالبكاء كالطفل الصغير ، آآه يا أمي تعبت ، وهي تبكي فوقي ، وتصرخ يا حبيبي يا يما ...
أمي انا تعبان ، انا فاشل ، قلت كل ما في صدري ، صرخت بأعلى صوت لماذا أنا..
كلمات ...
أمي ، بدأت تقول كلام من ريح الذهب ، وكأن بصيرتي كانت معمية بغشاء ، اين كنت عنكِ اماه .
"قوم صلي يما ولاتسوي في هيك "
اعطيت نفسي فرصة ..اخيرة .
صليت وبكيت ، صليت وبكيت .وبكيت .
ذهبت الى المدينة ، من السادسة صباحا ، بلا هاتف .
اريد وظيفة ، وضعتها نصب عيني ، بحثت لدى اكثر من 30 محل ، وجدتها اخيرا.
بدأت العمل في متجر لبيع الالبسة ، لم أكن اعرف ان هناك اشخاص هكذا ، اشخاص طيبون؟
بدأت انخرط معهم ...
جمعت المال ، اشتريت خاتم ، حضنته في قلبي ، واعطيته لقلبي ... لأمي .
انا شخص فعّال اليوم. اعطي وأاخذ .
بدأت انام الساعه 9 مساءا ، استيقظ فجرًا ، وأصلي مع احبائي ...
الهاتف ؟ نسيته ذاك الاحمق .
دخلت الجامعة أخيرا ، تفوقت فيها ، انا محبوب .
تخرجت ، اعمل الان ، وانا ايضا محبوب ...
لقد خرجت بدرسا من هذه التجربة ؛ ابحث عن شخص تحبه ، واخبره كل ما تعاني منه . ان لم تجد شخصًا... أدعو الله عزوجل ، فأنه تعالى سيسخر لك شخص ، لن تتوقع كم هو قريب منك ...ولا تدري عنه.
تنتهي كل همومك ، وتتحول الى شخص اخر .
وتكتشف ان المشاكل الدائمة التي لديك (مثل انفي وعيني) ما هي الى عوامل ، تستطيع ان توظفها في قصتك كما تريد .
هذه نصيحتي لك ، واقول لك ، وصلت اليها بعد هذه التجربة المريرة ، فأغتنمها واخرج مما انت فيه.
التعليقات