"لما تلاقي اللي قلبك ما لاقيه في الناس"

مرحباً سلمى، في وقت من الأوقات كنت أؤمن بهذا الطرح، لكن الآن لدي عدة اسئلة، ربما يجد المرء من يشبهه في مرحلة ما من حياته، لكن المشكلة أن الإنسان يتغير طيلة الوقت فمن يشبهك اليوم لن يشبهك غداً، عندما تزوجت كنت اعتقد أنني وجدت تؤام روحي، الآن بعد عدة سنوات من زواجي أشعر بالاختلاف الكبير في الشخصية والطباع بيني وبين زوجي، الاختلاف الذي يجعلنا نصطدم أحيانا ببعضنا البعض، وفي وقت آخر نتغافل نحن الاثنان، فكرة تؤام الروح فكرة لطيفة وحالمة ومثالية وللاسف غير واقعية، لأننا بشر لا نخضع لقوالب فلن تجدي شخص على مقاسك طول الوقت.

أيضا مع الاحتياج العاطفي قد يستغل بعض المخادعين ليوهموا الآخرين أنهم المختارين ونصفهم الآخر وكل هذا الهراء الرومانسي، ليجد هؤلاء الرومانسيين أنفسهم في مصيدة.

كلماتك تمسّ شيئًا فينا لا يُقال عادةً... لكن دعيني أسأل: هل وجود هذا الشخص نعمة نادرة فعلًا؟ أم أن المشكلة أننا لا ننتبه لوجودهم إلا متأخرًا؟

كم من شخص مرّ في حياتنا وكان بهذه المواصفات، لكن ضجيج الحياة صرفنا عنه؟

الفكرة التي طرحتها تسلط الضوء على جوهر العلاقات الإنسانية

وهي أن المعنى الحقيقي للارتباط لا يكمن في الكثرة

بل في وجود شخص واحد يشعر بك دون أن تتكلم

يفهمك دون أن تبرر

ويحبك دون أن تتصنع

مثل هؤلاء الأشخاص لا يُعوَّضون هم مرآة صادقة لقلوبنا

يمنحوننا السلام وسط ضجيج الحياة

ويذكّروننا أن الحب الحقيقي لا يُقاس بالكلمات

بل بالمواقف الصامتة والوجود الثابت

ردك ليس فقط تأملًا جميلًا

بل رسالة صادقة لكل من وجد هذا الشخص أن يتمسك به

فبعض الأرواح لا تتكرر

ووجودها في حياتنا هو أجمل ما قد يحدث لنا

كل الاحترام والتقدير لكلماتك

الصادقة والملهمة

بصراحة سلمى لم أعد أسأل ما أن كان الشخص يشبهني واشعر معه بالراحة بل أسأل إلى متى سيظل هكذا ؟ كم موقف وكم اختبار سنمر بعدهم حتى أرى منه ما لا يسر قلبي أو يراه هو مني.

أقول ذلك بعد تجربة كانت مع فتاة ظننت وقتها أنها لي غنى عن الأصدقاء والكون بحاله، كنت معي كما أريد وكذلك كنت معها، لكن فجأة بسبب خلاف مع والدها بخصوص عملي الذي كنت اتنقل به كثيراً، بدأت هذه الوردة التي زرعتها في قلبي تموت ويخرج منها الشوك، لم تحاول لم تصبر لم تبتعد حتى بالتدريج وكأنها لحظة البرق في ليل مظلم أنارت فجأة واعتمت فجأة، وقتها شعرت أنه تمت سرقتي

وجود شخص بهذه الصفات في حياتنا هو نعمة نادرة، لا تُقدّر بثمن. هو ذاك الشخص الذي لا يجتهد ليكون مميزًا، بل حضوره وحده كافٍ ليملأ القلب طمأنينة، ويصنع فرقًا عميقًا في تفاصيل أيامنا.

هو ليس فقط "غطاء الطنجرة" كما يُقال، بل هو دفء الروح، وسند اللحظات الصعبة، وفرح الفجأة.

من يجده، فليحمد الله عليه كل يوم، وليحافظ عليه كما تُحفظ الجوهرة، لأن خسارته ليست مجرد فقدان شخص، بل فقدان جزء من الذات.

كلماتك تلامس القلب بكل صدق ودفء

فوجود شخص بهذه المواصفات نعمة عظيمة لا تقدر بثمن

ذلك النوع من الأرواح النادرة التي تشعر معها بالطمأنينة وكأنك أخيرًا وجدت مكانك في هذا العالم

هو ليس مجرد توافق بل انسجام فريد يجعل كل شيء يبدو أسهل وأجمل

شخص يفهمك بصمتك قبل كلماتك ويشعر بك دون تفسير

شخص يجعل من حضوره حياة ومن دعمه أمان

الوفاء لمثل هؤلاء الأشخاص ليس مجرد واجب بل فطرة تولد في القلب

لأنهم يتركون أثرًا لا يمحى ويمنحون للحياة معنى لا ينسى الحياة لا تقاس بعدد من مروا بنا بل بواحد فقط لمس أرواحنا بصدق

ومن وجد هذا الشخص فعليه أن يتمسك به بقوة وامتنان لأنه ببساطة لا يعوض