منذ الحضانة أو المرحلة الأبتدائية الجميع تقريباً وجد مدرسته أو مدرسه يسألوا هذا السؤال : نفسك تطلع إيه يا حبيبي لما تكبر ، ويتبارز الأطفال في تخيل مستقبلهم المضيء البريء الذي لا ينظر لاعتبارات إجتماعية أو إقتصادية فهذا يحلم بأن يكون مهندس وتلك طبيبة وهذا ضابط وهذه مدرسة .. بالنسبة لي كنت أحلم بأن أكون رائد فضاء ! .. ويكبر الأطفال مع أحلامهم .. ويكتشفوا أن الحياة لا تمنح عصا سحرية تحقق بها الأمنيات، ويتفاجئ معظم الأطفال عندما يكبروا بأن الواقع يتفنن في تحطيم أحلامهم بقسوة .. ربما ببطء أو بسرعة لا يهم .. ما يهم أن كل شخص يجد واقع مخيف لن يكون فيه صانع قرار .. لا في السياسة أو في العمل أو في المنزل أو في أي مكان ..الكل غير مسموح له بالتعبير عن أحلامه أو التمسك بها .. لا توجد مسارات واضحة (صادقة) بعيداً عن الفهلوة والوسطى والرشوة أو لأقول ذلك بشكل أجمل قليلاً لن يجد أي شخص موطئ قدم له إن لم يكن يملك مال أو علاقات أو يستطيع أن ينافق أحداً ما في مكاناً ما ليجعلك تابعاً له .. الجميع يعاني المشكلة نفسها .. ولكن لا بأس الجميع أعتاد الأمر والصمت والتهميش للأحلام فتصبح حتى أبسط الحقوق غير مضمونة كالزواج والوظيفة التي تؤمن مستقبل بسيط .. فيعيش الجميع في سيناريو مرسوم غارقين في واقع أفتراضي مبني على إدمان ما يعرض على الهاتف .. ويبتعد عن الواقع أكثر فأكثر وينفصلوا عنه أكثر فأكثر .. لذا ستكون الإجابة الخاصة بي للسؤال نفسك تطلع إيه يا حبيبي لما تكبر؟
الإجابة لما كبرت (ولا حاجة)! فماذا عن إجابتك؟
التعليقات