عندما سالهم مدرس الابتدائية ماذا تريد ان تكون عندما تكبر؟ قال: لاعب اتاري

لا عجب في هذا على الإطلاق، أخي الصغير منذ فترة كان مصر على ترك التعليم وتعلم كرة القدم والاحتراف لأنه مقتنع أنه لو أصبح لاعب محترف ربما سيلعب شهر واحد فقط وبراتب هذا الشهر سيعيش طوال حياته بلا عمل ومعه الكافي من المال لأن يكون سعيد ومرفه

ربما نرى هذه تفاهة وتفكير مغلوط لكن تعرف ماذا لا لوم على هؤلاء الأطفال أخي واخيك.... عندما تجد لاعب الاتاري مرتاح ماديا ونفسياً أكثر من طبيب القلب فهذا خلل، وعندما تجد مقدم فقرات الكوميديا في مواقع التواصل معه ملايين ومستواه كافي لأن ينفق على ألف مدرس ومهندس فهذا خلل.

لا أريد أن أتطرق في الحديث عن وظائف أخرى، ولا أحقد على أحد ولله العظيم ولكن موازين التقدير المادي والمعنوي اليوم مختلة تماماً وخيرات الوطن تذهب للمهرجين لا للعاملين أو العالمين

الآن لاعب الفيديو جيم يكسب مكاسب طائله من خلال اللعب مباشرة ومشاهدة الآخرين له لايف من خلال منصات السوشيال ميديا

والآن فى ظل الحروب بيستعينوا بلاعبة البلاى ستيشن ليقودوا طائرات الدورون

وللاسف أن كبار السن أو المدرسين ، يقوموا بتحجيم عقليات الأطفال رغم عبقريتهم

لكن بلا شك فان جيل اليوم يعرف جيدا المحترفين في العاب الفيديو والى اي مدى يمكن لبعضهم حتى الاستغناء عن وظيفة مرهقة!

ربما لأني لست من جيل اليوم لا اعرف:) هل هناك وظيفة لاعب اتاري أم تقصد مطور الألعاب؟

بالنسبة لي قلت لمدرسي اني اريد ان اصبح مهندس، رغم اني شخص منطقي وليس ابداعي. عموما لم اصبح مهندس وهذا امر جيد بالنسبة لي!

لكن تخصصك قريب نوعا ما من الهندسه بل هناك كليات اليوم تضع هذا التخصص كقسم في الكليه

الفكره ان الافكار والاحلام بهذا العمر تكون عفويه دون معايير فمثلا كنت دوما اريد أن اكون مذيع ولكن عندما كبرت عرفت انه لا يمكن فتوجهت لمجال مختلف تماما

عندما سالهم مدرس الابتدائية ماذا تريد ان تكون عندما تكبر؟ قال: لاعب اتاري

من اللافت أن بعض الأطفال يذكرون رغبات تبدو غريبة أو عشوائية، لكنها في الحقيقة قد تعكس شغف داخلي حقيقي، وإن لم يكن واضحاً في حينها. ما شدّني أكثر هو وصفك لنفسك بأنك غير إبداعي، وكأن الإبداع مقصور على مهن معينة، مع أن الشخص المنطقي يملك بدوره نوع خاص من الإبداع، يظهر في التحليل، التنظيم، وحلّ المشكلات. ما يدفعني للتساؤل: لماذا نربط الطفولة بالأحلام الكبيرة ثم نتخلى عنها لاحقًا؟ ولماذا القليل فقط من الناس يكملون السير خلف شغفهم؟

أعجبتني بساطة القصة وعفويتها فهي تُجسِّد بصدق كيف تتكوَّن أحلام الطفولة في بيئاتنا المختلفة وكيف تكون للأطفال رؤيتهم الخاصة للحياة حتى وإن بدت غريبة أو غير مألوفة للكبار.

ما قاله أخوك عن رغبته في أن يكون لاعب أتاري قد يبدو غريبًا في حينه لكنه يُعبّر عن وعي سابق لزمنه فاليوم أصبحت الألعاب الإلكترونية مجالًا احترافيًّا ومصدر دخل للكثيرين حول العالم.

كما أن حديثك عن اختيارك لهدف لم يكن يناسبك تمامًا ثم تقبّلك لعدم الوصول إليه يُظهر نضجًا جميلًا فليس كل ما نحلم به في الصغر هو ما يناسبنا حين نكبر وأحيانًا نجد أنفسنا في أماكن لم نكن نخطط لها لكنها الأنسب لنا فعلًا.

سؤالي لك:

هل ترى أن الأطفال أحيانًا يمتلكون حدسًا صادقًا تجاه مواهبهم وشغفهم أم أنهم بحاجة دائمة لتوجيه الكبار ليحلموا بالشكل الصحيح؟