ليلة البارحة، مريت بألم فظيع بجسدي، لم استطع تحمله، فلم استطع الجلوس ساكنة ولا حتي الوقوف علي قدمي التي ظلت ترتعش، فإكتفيت بالبكاء الذي ينم عن عجزي، و التفافي حول بعضي مثل الجنين، و تمني من الله ان يزول عني هذا الألم الذي يسلب روحي و قوتي و يتركني و انا ارتعش و ابكي.
و في ظل تألمي بذلك الشكل، كانت أسرتي الصغيرة تحاوطني، تحاول ان تفهم ماذا بي او كيف يساعدوني، لكنني في ظل ركضهم حولي و تقديمهم لي المساعدات، كنت مثل الصماء التي لا تسمعهم او تهتم بهم، فقط اصّب تركيزي حول متي سينتهي ذلك الألم. فالإنسان في الطبيعي عندما يحل عليه التعب، لا يهتم حتي بشكر من يساعده، لأنه يكون مشغولًا ومهمومًا بمرضه _عافانا الله و عافاكم_
لكن عندما زال ذلك الألم المبرح و الحمد لله، عادت لي سكينتي بالرغم من جسدي الذي ظل يرتعش من اثآر الألم. و عندما جلست في اليوم التالي اتأمل في احداث الليلة الماضية، وجدت فيه عمقًا نفسيًا بالرغم من بساطة صورته و تكرار حدوثه.
فعندما كنت مشغولة في تعبي و همي لا افكر الا في انتهاء ذلك الألم، و كانت عائلتي تساعدني و انا كنت مثل الصماء، ذكرني هذا بمشهد يتكرر في صورة أعمق و اكثر تطورًا؛ عندما نكون مستنذفين نفسيًا من علاقة ما انهيناها حديثًا، او صداقة آلمتنا عندما انتهت، او حتي نشعر بالتعب و الإرهاق من احداث الحياة العامة، لا نلقي بالًا لهؤلاء الناس الذين لطالما كانوا بجانبنا، يساعدوننا و يقدمون علي خدمتنا و يهتمون لما نشعر به، مثل العائلة او الأصدقاء او حتي علاقات الحب.
لا اعترض علي حق الإنسان في شعوره ببعض التعب و الإستنزاف، لكنني اردت ان اكتب اليوم لإيصال فكرة لطيفة في ظل زحمة الحياة، لعلها تكون سببًا لشخص ليشعر بالتحسن النفسي و التقدير.
وهي انك عندما تكون في ظل تعبك من اي شئ، القي نظرة عمّن حولك، قدرهم و اشكرهم انهم يساعدونك حتي لو بأشياء بسيطة، فسيعزز هذا من ثقتك بنفسك بإمتلاكك ناس تحبك بالفعل حتي ان بدا هذا واجبهم الطبيعي.
توقف في زحمة الحياة لبعض الوقت، اترك علاقات الحب المؤلمة التي انتهت او الصداقات او غيره وراء ظهرك، و اقضي بعض الوقت مع الناس الذين لطالما ساعدوك و الذن يهتمون لأمرك، أشكرهم و اظهر تقديرك، احضر معهم بكل طاقتك و عقلك حتي ان بدا هذا صعبًا او منهكًا، فإنه في الحقيقة يشحن طاقتك و يشعرك بالتحسن علي المدي الطويل.
اشكر الله علي جميع من حولك الأن!
التعليقات