استراتيجيات التكيف مع الحقائق القاسية .


التعليقات

لا أدعي أني وصلت لحل لهذا وأرى والله أعلم أن الشعور هذا تجاه القضية الفلسطينية مطلوب ودليل على صدق الشخص وقد يكون أمر نرجو من الله أن يسامح تقصيرنا ناحيتهم بسببه، لكن عمومًا عندما يؤثر أمر ما على الشخص لدرجة تجعله عاجز عن متابعة حياته الطبيعية فهنا تكمن المشكلة ولا أعتقد أن هناك حل لهذا خصوصًا في هذه الحالة بالتحديد إلا الإيمان أنهم شهداء وأنهم في مكان أفضل بكثير الآن فهذا من الأمور التي تربت على القلوب، فهذا الطفل الذي كان يجري ثم قتل خطوته التالية كانت في الجنة وعموما نحن كبشر جميعًا سنموت بشكل او بآخر فياحبذا لو متنا بطريقة تضمن لنا الجنة، هذه بالنسبة لي أمور تهون بعض الشيء العذاب النفسي الذي أتعرض له عندما أتابع أخبار أهلنا في غزة.

سيكون من الصعب عدم التأثر مطلقا، كلنا نتأثر وبدرجات على حسب شخصياتنا، ولكن الفارق الذي يمكن أن نحدثه هنا هو الفصل بين مشاعرنا ومسؤولياتنا، فحتى وإن كانت مشاعري ليست على ما يرام الآن، فلا سبيل لدي في الانغماس بها إذا كانت لدي مسؤوليات ومهام ألتزم بتأديتها، وهذا سمة حياة البالغين، وما يفعله أهالينا والأكبر منا سنا، فقد تيقنوا حقيقة أن الحياة تستمر وعلينا الاستمرار معها.

هل لديكِ استراتيجيات واضحة بعملية تفكيرك تجعلك فعلاً ترتاحين لمسألة فصل المشاعر عن الالتزامات والمسؤوليات؟ لإنني أرى أنّ الأمر لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يكون حقيقياً، حين نشعر بالملل لا شيء ربما في العالم سيرغمنا فعلاً على إكمال ما نقوم به وستتأثّر الجودة به، ولذلك أنا لست مع فصل المشاعر، أشعر باستحالة الأمر ولكن مع وبشدة مع علاج هذه الألام بالمنطق وإن صعب ذلك.

الخُطوة الاولى .. هي التجاهل ..

الخُطوة الثانية .. عندما تظهر أي من هذه المُعكرات تعامل معها بصورة عقلانية بحته وكأنها مشكلة تتطلب الحل

وضع كل قوتك وطاقتك في معالجة هذه المشكلة مهما كانت إمكانياتك وإن وصلت الى مرحلة تعذر عليك العلو أكثر

في حل المشكلة تذكر دائماً أن هنالك من هو أعلى منك ولديه مسؤوليته , فإن هو قام بواجبه فأجره على الله وإن لم يفعل

فكذلك لله أمره , وتذكر دوماً أنه لن يصيبنى الا ما كتب الله لنا , هكذا فقط تستطيع التغلب على كل هذه التحديات ... بالمناسبة أُحدثك من قلب الصراع في فلسطين .. إعتدنا على التعامل مع الصراعات والمشاكل .. صحيح أنني لست من غزة ولست تحت القصف .. ولكنه نفس المعاناة حين ما يتعلق الأمر بالتنقل أو العمل أو آياً يكن من أبسط الحقوق التي لا ينبغي لأي إنسان أن يُحرم منها , ماذا أقول ؟ لا أستطيع السفر خارج المدينة دون أمر بالغة الضرورة والأهمية هل هذا كافي لتفهم كمية المعاناة هنا ؟ ولكننا مع ذلك نعمل بكل جد وإجتهاد وأمل وسعادة , إجتهد أخي ولا تُهدر طاقاتك في ما لا تطوله يدك , وإنما يدك تطول ما لا تطوله الان بالجد والإجتهاد وليس بالتأثر عاطفياً بما لا يمكنك تغييره .

حسنا .. صدقني , لا توجد مشكلة بدون حل .. هذا قانونٌ ساري على البشر منذ بداية الخلق , وهو المحرك الأساسي للإبداع البشري في حل الكثير من المشكلات الوصول الى الكثير من الإبتكارات والإختراعات , ويشمل هذا القانون كافة الميادين , سواءً في السياسة أو العلم أو أي شيئ آخر , مشكلة فلسطين , عند العودة الى جذور المعاناة نجد بأنها بدأت مع نهاية وحدة المسلمين في دولة واحدة فلم تلبث الدولة العثمانية أن سقطت حتى إجترت بسقوطها ملايين المصائب للأمة ولن اطيل الحديث عن التاريخ , يكفي النظر في حال سوريا واليمن والعراق ولبنان وغيرها من بلدان المسلمين لتدرج حجم المشكلة , هل عقدت الأمور بالنسبة لك ؟ نعم هذا ما يحدث عندما تفكر كثيراً تبدأ المشكلة بالتوسع داخل رأسك بشكل أكبر , ما يحذو بك الى مطالبة نفسك بأمور أكثر وحلول أكثر وتبدأ بتحميل نفسك مسؤولياتك أكثر وأنت لربما لا تملك سلطة حتى على أبناء الحي الذي تعيش فيه , إن حل أي مشكلة بطريقة عقلانية ومنطقية يتم من خلال التجريد بحيث كل ما إتجهنا للأسفل أصبحت التفاصيل أكثر والمشكلة أكبر وكل ما صعدنا الى الأعلى أصبح التفاصيل أقل والمشكلة أبسط , ومن خلال تطبيق مبدأ التجريد على واقع الأمة الإسلامية نجد أننا إذا تجاوزنا كل التفاصيل الأُخرى كالحرب على غزة والحرب في سوريا والكثير من المصائب ونظرنا للمشكلة نظرة عامة فيها شمول نجد بأن المشكلة أساس غياب دولة الإسلام التي كان تتمثل في الدولة العثمانية , دعنا نجرد أكثر ونصعد أكثر , لماذا الدولة العثمانيةوغيرها من الدول الإسلامية إستطاعت أن تحمي فلسطين لأكثر من 1400 عام ؟ ذلك لتطبيقهم الإسلام , إذا ها قد وصلنا الى الحل .. مشكلتنا ومشكلة فلسطين ومشكلة كل الأمة اليوم هي البُعد عن الدين والفرقة وإتخاذ اعداء الله والمشركين أولياء , فالحل الوحيد هو بالعودة لكتاب الله ودينه وإلتزام شرعه وتطبيقه والدعوة الى ذلك , ها هو الحل الآن ماثل أمامك , يمكنك الآن ان تعمل على حل المشكلة دون تأنيبٍ من ضميرك , ولكن مع ذلك تذكر أنك لن تستيطع أن تتحرر من سطوة مشاعرك مهما قلت تأثيرها , لذلك حاول فرغها بطريقة ما , انا شخصيا لا اعرف كيف افرغها على نحو سليم لذلك طرحت هذا السؤال هنا !!

حسناً أخي .. لست أكثر الناس عقلانية , ولا ادعي أني بلا مشاعر , فأنا كل ما أقوم به , أن أكبت المزيد والمزيد وأُحول هذا الكبت لطاقة من الممكن توجيهها للعمل , مع ذلك أحياناً الكبت يدفع الإنسان لأمور لا تُحمد عقباها , الا أن هذا الكبت يبقى أفضل حالً من أن يفرغ الإنسان طاقاته في الحزن على أمور لا يمكنه تغييرها ,

فلقد ذكرت لك .. بالنسبة للأمور التي لا يمكن تغييرها عليك أولاً بالثقة بأن كل هذا إبتلاء من الله وأنه قادر على تغيير هذا الواقع أما التصرف بعقلانية في مثل هذه الأمور , فيكون بالتعامل مع كل شيئ على أنه مشكلة لا شك أن لها حل , وصدقني من أفضل الطرق في مواجهة مثل هكذا أمور وخاصة ضمن إطار التفكير المنطقي والعقلاني , هي كتابة المذكرات , يمكنك هناك تفريغ كل ما يجول في خاطرك ومحاولة البحث بين سطور المشكلة عن حل ووضعه في النهاية , أما عن الآثار السلبية الناجمة عن تراكم المشكلات والتي تولد الغضب والضغط وليس الإحباط او الحزن فصدقني لو كان لها حلٌ لما دخلت هنا , فأنا أستطيع التعامل مع المنغصات والمشاكل وأستطيع حل الكثير منها بأكثر الطرق عقلانية وأقلها عاطفية , ولكن المشكلة تكمن في تحمل الإنسان لكل هذا , فقلي أنت الآن ؟ كيف تحتمل الضغوط اليومية دون تكسير شيئ ما ؟

أن تفكر عقلانياً بشكل مطلق معناه الإعتماد بشكل تام على القدرة التفكيرية للدماغ مع العزل المطلق لتأثير الانفعالات والغرائز البشرية. وهكذا كلما تأثر التفكير بالمشاعر والغرائز أكثر، كلما تحول إلى تفكير لاعقلاني أكثر. , ولكن هل من الممكن ان تفكر بعقلانية مُطلقة ؟ هذا مستحيل !! فنحن بشر ولكن هنالك فرق بين التعامل مع المشاكل كأمور يمكن حلها بطريقة أو بأخرى وفرق بين التعامل مع المشاكل من خلال إطلاق العنان لعواصف مشاعرك , فالأولى تدفعك لبحث المشكلة ومحاولة إيجاد حل أما الثانية فهي إعلان إستسلام صريح مع النفس وهو ما لا يتوافق مع صفات المؤمن الذي يحبه الله - المؤمن القوي -

اما عن توجيه مشاعر الغضب او الإستياء نحو العمل فيكون ذلك من خلال التفكير بطريقة مغايرة , فلو كانت مشكلتك في تحصيل دراسي أدنى من المطلوب حينها يمكن أن تحول غضبك الى طاقة تستعين بها على تحسين معدلك , أما الامور التي ليس لك طاقة بها كفلسطين , فالتفكير بأن فلسطين تحتاج رجال أشداء لا مراهقين عاطفيين وأن السبيل لذلك هو العمل وأن يلزم كل ذي واجب واجبه هو طريقة اخُرى للتعامل مع مشاهد الفظااعة التي يرتكبها اليهود وواجبك كمسلم موجود في الرد الذي كتبته قبل هذا

وأخيراً بعد حل مشاكلك بطريقة عقلانية بأقل الخسائر النفسية , هل يعني ذلك ان الإنسان قد يسلم من نواتج ما يشهد من منغصات ؟ لا بالطبع فلقد ذكرت التفكير العقلاني لا بد له أن يُمزج بشيئ من العاطفة فنحن بشر بالناهية ولا بد في يوم من الأيام أن يبلغ الأمر مرحلة قد ينفجر فيها وهذا سؤال اكرر أنني طرحته في مجموعة إنصحني على نفس الموقع هذا , وأنتظر آراء الآخرين فانا شخصيا حتى وإن إستطعت حل 80% من مشاكلي وتجاهلت الباقي لا أزال إنسان له مشاعر وهموم تتكاثف وتتراكم في النفس والتحدي الحقيقي هو تحقيق إنفجار هادئ بعد كل هذا الضغط !!

ربما إن إستمرينا بالحديث بشأن هذا الموضوع قد يطول كثيراً لذلك إن أردت أن نستفيض أكثر في هذا الشأن ربما يمكننا أن نتحدث بشكل خاص بعيداً عن قسم الردود

تستطيع مراسلتي هنا https://www.noor-book.com/u... (:

هل انت مووجود ؟

من قال أننا لسنا متأثرين؟

نحن متأثرون وحزينون لأقصى درجة وشاعرون بأن لا حول لنا ولا قوة، ولكن هذا لا يتعارض مع استمرار العمل والحياة، لا تعارض أبدًا.

بالعكس، إذا كانت هناك علاقة، فهي علاقة طردية بين الألم والتمسك بالحياة عندًا في عدونا. ناهيك عن أنه لا سبيل لنا سوى أن يعمل كل منا عمله ويتقنه لأننا إذا عملنا فهناك أمل بالخلاص من الكارثة التي حلت علينا، أما إذا لم نعمل واكتفينا بالحزن والشعور بالإحباط فاحتمالية النجاة هي صفر.


قصص وتجارب شخصية

مجتمع لمشاركة وتبادل القصص والتجارب الشخصية. ناقش وشارك قصصك الحياتية، تجاربك الملهمة، والدروس التي تعلمتها. شارك تجاربك مع الآخرين، واستفد من قصصهم لتوسيع آفاقك.

78.6 ألف متابع