وقفت أمام أسوارها الحديدية العاليه ،

أشاهد ذلك المشهد الذى سحر قلبى ...

حيث خطفني الحنين ..و شعرت أنى عدت طفله من جديد ،

طيف من الأصوات المألوفة جذبت قدمى أمام أسوارها القديمة ، 

كانت تلك الأصوات التى استأنست لها  أذني ..

صوت تلك الضحكات الصغيرة الرقيقة ، 

لتعود بى إلى ذكريات طفوله لم أكن أعلم لها وجوداً ،

لتقع عيني على ذلك المشهد الحاني .. 

على ذلك الأب الذى يجلس وسط أطفاله .. يقود بهم تلك السياره الصغيره ذات المطاط وسط عدد من السيارات الصغيرة داخل حلبه عتيقه الطراز ،

استمع إلى صوت ضحكاتهم العاليه التى مست القلب ،

وتلك الأم التي تحتضن طفلتها الصغيرة .. تسوق بها حيت 

تتصادم السيارات ببعضها البعض لا تستطيع تفادي أى منهم ،

لترتسم ابتسامه واسعه على وجهى ... بدون شعور 

أجد قدماى تأخذني أمام بوابتها الدواره العتيقه ..

كانت كما هى كما تركتها لم يتغير فيها أى شئ ،

حيث لامست جزء خفى منى ،

أخذ قلبى ينبض بشده حتى سمعت صوت دقاتة العالية ،

فلم أعد أتمالك نفسي .. لأقتحم المكان بدون شعور ،

أجد نفسي بداخل تلك الحديقه وسط جدرانها القديمه التى خاطبت كل جزء من طفولتي ،

كان هنا مكانها ..

مكان جلستنا أنا واخوتى ..كنا نجلس هنا معا حيث نلتقط الصور صور ما زالت موجودة فى درج مكتبنا ،

يأخذني الشوق الى حيث مكان ألعابها حيث كنا نلعب أنا واخوتى ،

وقفت أمام العابها شعرت كأنني أصبحت طفله من جديد ،

تلتفت عيناي .. تبحث فى كل مكان في حماس ..

كأنها تستعيد ذكرياتها المفقوده ،

أرى تلك اللعبه الدواره الكبيره ...

لعبه العجله الدواره التي تدور فى دوائر بطيئه عديدة من أسفل إلى أعلى فى متعه ،

التفت مره أخرى على أصوات الارتطام والضحكات من خلفى وصوت صفاره عالى ... يعلن عن توقف اللعبه ونزول حشد من الناس من حلبه السيارات ،

نظرت إلى السيارات الصغيرة ... أتعجب وكأنها 

تنظر إلى و تناديني .. ..

تنادى وتخاطب طفلا شعر أنه فى جسد كبير بروح طفل صغير ،

وبدون تردد امتدت اصابعي داخل حقيبه يدي  تبحث عن نقود ..

كى أعطيها للرجل الواقف هناك .. المسؤل عن اللعبه ،

فيشير بيده لسياره صغيره فارغه منتظره أحد يركبها ،

قفزت بداخل تلك السياره الصغيره ..

اتلمسها فى شوق وحنين يعيد ذكريات الماضي ..

لم أعد اتحكم فى مشاعري و ابتسامتي التى ملأت وجهى عن آخره ،

لوهلة ! لا أعرف كيف وصلت إلى هنا أتعجب من نفسى

و جرأتي ؟

استفيق على صوت صفاره بدأ اللعبه ،

اسأل تلك السيده مع ابنتها الصغيرة في السياره أمامي ..

كيف ادير تلك السياره ؟ 

لتعطيني بعض الإرشادات ..

أضع قدمى على دواسة الفرامل الصغيرة وانطلق بحريه ..

لم أستطع التحكم بها ولكني لم أستطع أيضاً إيقاف فرحتى 

و صوت ضحكتي ،

كنت اتخبط فى كل الحلبه وفى السيارة التى أمامي طوال الوقت ولكن ذلك ما أشعرني بمتعة شديد رغم خيبتي وعدم معرفتي كيف اقودها ،حتى تسمع صوت توقف اللعبه ،

كانت لحظات سريعه قليله لم أشعر مثلها من قبل ...

شعرت بخيبة الأمل .. فكم رغبت أن تستمر لفترة أطول ،

لم أكن أرغب فى الرحيل بعد ،

وكان القرار أننى سأبحث عن لعبه أخرى !

ذهبت للعجله الدواره العتيقه ....

تذكرت وقتما كنا نتسابق أنا واخواتي من يركبها أولاً ، 

جلست بداخلها لتدور بى فى دوائر عديدة بطيئه ...

شعرت بخوف طفيف فى البداية ولكن حالما 

تحول ذلك الخوف إلى انتعاش ومتعه فى ثوانى ،

 أخذت تعلو بى تأخذني حيث ترى الحديقه كلها من الأعلى ،

تذكرت هاتفى .. قررت أن أشارك عائلتى تلك اللحظه ...

تبحث اصابعي عن كلمه إتصال فيديو ..

تجمعوا معى فى تلك اللحظه يشاهدون .. أصبحنا نضحك معا 

حيث عادت الذكريات .. قررت التقاط صورة تخلد ذكرى اليوم ،

انتهى الإتصال على وعد اللقاء معهم هنا مجدداً ولما لا ،

توقفت اللعبه لامست قدمى أرضها ..

أرض حديقه طفولتي!

و قد حان وقت الرحيل لم أكن أرغب فى الوداع ،

ألقيت نظره اخيره على أمل رؤيتها مره آخرى .. 

أو قد لا يكون هناك مره آخرى .. كل ذلك فى علم الغيب ،

وقفت أمام بوابه الخروج 

ممسكه بسورها الحديدى لم ترغب يدى فى تركها ولكن كانت تلك الحياة كل اللحظات تمر لا تتوقف عند شئ ،

التفت بظهري بنظره لعلها تحتضن المكان حيث يتوقف الزمان ،

و ألقيت الوداع أملا فى الرجوع يوماً ما . 

وأنت هل هناك لحظه ما شعرت فيها أنك عدت طفلاً من جديد ؟