كنتُ أظن أنَّ تلك الشركات المُحترفة، وما تملك من هالة من الوقار، حينما تنشر على منصّة بعيد بلونها الأرجواني، لا تلتفت إلى من هم مثلي! كان ذلك حتّى أتى الأمس.

قدَّمتُ بعض العروض على بعيد بين فترة وأخرى، العمل عن بُعد يُغريني دائمًا، خصوصًا مع ما أملك من طباع تميل إلى العزلة، لكن لم يكن يلتفت لي أحد، ولا ألومهم صراحة، إكتشفتُ فترة أنِّي أقدِّم على الوظائف بسطر على البايو!

رأيت مرّة عرض أحدى الشركات، وسأسمّيها (حبيبتي) أولًا لأنَّ ليس من الاحترافية أن تشيع اسم الشركة التي تقابلك، وثانيًا لأنّها حبيبتي فعلًا، رأت فيَّ ما لم تر في غيري!

عندما قرأت عرض الشركة، وجدتُ ما فيها ينطبق عليَّ. تخيلتُ أنِّي في ذلك المكان، وتحدَّثت لي هذه الخاطرة فآمنتُ بها حقًا. قرّرتُ أن أعتني بمتطلّبات التقديم، خصّصت ساعة كاملة لترتيب العرض، وأرسلته.

بقى خيال الوظيفة يراودني بعد يوم، وقلَّت زيارته في الذي بعده، إلى أن تصالحتُ مع فكرة أنِّي ربما لم أكن المُختار، لعلَّ حبيبتي وجدَت غيري.

إلى أن أرسلت لي حبيبتي أمس إيميلًا، وكنتُ كمن خلال البينِ فُوجئ بالوصالِ! قالت لي أنِّي أبليتُ حسنًا في التقديم، ودعتني إلى مقابلة عمل، أو بعبارة أخرى، دعتني لمقابلة أبيها!

أؤمن حقًا أنِّي الشخص المناسب لتلك الوظيفة، حتَّى أنِّي بدأت بإعداد كل ما يتطلَّب لأجعل مقابلة العمل تمرُّ بالشكل الأمثل.

أولًا حلقتُ شعري، وهل يلومني أحد؟ سأقابل حماي!

ثانيا، إستثمرتُ في مايكروفون جيّد، سيكون أفضل من صوت حاسوبي.

وثالثًا، شاهدتُ اليوم دورتين، الأولى في أحد مهام العمل، والثانية في إدارة مقابلات العمل، وتعلمتُ منهما أمورًا مفيدة في تسيير المقابلة غدًا.

هل هناك من جرَّب هذه الأجواء؟ إنفعوني بنصيحة :)