جلست بعض الوقت مع نفسي، وتركت لمخيلتى العنان بالبحث في الماضى والذكريات القديمة الحلو منها والمر منها فمع اختلاف الناس وطباعهم الشخصية، وظروفهم لن تجد أحد تمر كل أيامه بفرح وسعادة، وأيضاً ليس كل أيامه حزن فلابد من تجربة القليل من هذا والقليل من ذاك.

 تذكرت أيام العمل وقت التعليم الجامعي في الكثير من الوظائف المتاحة للطلاب، ولكنها للأسف تكون فى أغلبها وظائف دون المستوى حتى حان الوقت وتخرجت من كلية تجارة تخصص محاسبة، وفرحت فى البداية لأننى لن أواجه الجملة المعهودة من الكثير من الشركات وهي " أنت لا تزال طالب، ونحن نحتاج خريجين فقط "، وبعد الكثير من البحث على الإنترنت وجدت وظيفة محاسب مالى فى شركة، وذلك جعلنى أفرح أكثر لأننى لطالما رغبت فى العمل في تخصصى الدراسي، ولكن كما نقول نحن المصريين " يا فرحة ما تمت " إذ بعد نزولى للعمل أجد نفسى فى وظيفتين بدل من واحدة وهى محاسب ومندوب تحصيل فى نفس الوقت بسبب عدم امتلاك الشركة لأى مندوب، وهذا للأسف هو خطأ كبير يقع فيه أصحاب العمل من أجل توفير المال والضغط على الموظف لأقصى الحدود بل وجدت بأن شغلى الفعلي في الحسابات لا يتعدى 40%، والأسوء من ذلك هو عدم وجود المقابل المادى الذى يجعل الموظف يتحمل مثل تلك الأمور، وللأسف لا يقف الأمر عند هذا الحد فلاحظت أيضاً عدم وجود أى مميزات وظيفية نهائياً بل وصل الأمر لعدم وجود الحقوق الأساسية للموظفين مثل( العلاوات – الحوافز – تأمين طبي ) التي تشعر الموظف بالولاء للمؤسسة، هذا بالإضافة إلى التأخر الشديد فى صرف المرتبات، وعدم مراعاة ظروف الموظفين أو الإلتزامات التي عليهم، ولكم بأن تتخيلوا كمية الأهمال في باقي الأمور داخل هذه الشركة، وبالتالي أدى هذا لترك 6 موظفين العمل بتقديم إستقالتهم خلال أقل من شهرين فقط، وبالرغم من كل هذا أستطاعت الشركة بالتوسع فى أعمالها في خلال فترة زمنية قصيرة، ولذلك فمن خلال الوضع الخارجي للشركة بأنها تمتلك إدارة جيدة، ولكن في داخلها لا تستطيع قيادة العمل بالشكل المطلوب من أجل خلق بيئة مناسبة للعمل فالقيادة تتطلب الإبتكار المستمر لمواجهة كافة المشاكل والتحديات التي تعوق تطوير الشركة وتحقيق أهدافها.

 برأيكم هل تستطيع الشركة في النمو من خلال الإستمرار في هذه الإستراتيجية، أم ستفشل في تحقيق ذلك..؟؟، وشاركونا بتجاربكم ببيئات عمل فعالة؟؟