الهروب من الماضي..

كلنا لنا ماضي مؤسف وربما بعضنا لا يستطيع تجاوزه ولكن من أكبر الأخطاء أن نجعل هذا الماضي يقف حائلًا بيننا وبين تحقيق أهدافنا، هناك من مر في ماضيه بأوقات عصيبة ولكنه لم يآبه لذلك، بل واصل حياته وصنع نجاح ومعجزات.

هذا النجاح وطعمه عوضه عن عن الماضي المرير. لِذا أنصح بالتعلّم من أخطاء الماضي والنظر إلى نصف الكأس الممتليء.

أعاصر الأمر في العديد من المشاهد الحياتية يوميًا، فعلى سبيل المثال، أشعر بما تشعرين بها عند رؤية وجه صديقٍ من المدرسة الابتدائية أو معلّمٍ اعتدتُ على رؤيو وجهه في طفولتي. كل هذه المشاهد تعيد لنا العديد من الذكريات المنصرمة، والذكرى في رأيي هي شيء محزن بطبيعته في كل حالاتها، لأن الذكرى السيئة تترك ندبةً لا تندمل، والذكرى الجيدة لم تعد هنا الآن. وعليه، فأنا أرى أن هذا هو السبب الرئيسي لهروبنا من ماضينا في معظم الأحيان. ما رأيكم أنتم؟ هل تتعاملون مع الماضي بالكيفية نفسها؟

الهروب من الماضي هو تفسير سيطرة العاطفة على الانسان .. ومثال ذلك انني كنت اعشق المكان الذي تجلس فيه امي في الطابق الأول لمنزلنا .. قبل الخروج من المنزل وبعد العودة من العمل ووقت السمر وهكذا .. فالمكان الذي توجد فيه امي يعني السعادة نفسها ..

لكن بعد وفاتها بقيت لسنوات لا اتمكن من القاء النظرة على المكان الذي اعتادت ان تجلس فيه .. وان اطلت النظر فإن الدموع تغرق عيناي .. ثم بدأ لي أنني أهرب من مكانها وحتى الان وبعد 17 عام من فراقها الأليم لازلت لا أستطيع الا ممارسة الهروب من مجرد النظر للمكان .