لماذا علينا بصبر النبي أيوب ؟

لا أريد أن أجزم أن لا أحد الآن بصبر أيوب عليه السلام، لكن حتى إن وجد فهذا نادر الحدوث.

نحن في زمن السرعة والجميع في سباق، الكل يسابق من أجل المال والعلم واكتساب المهارات وبناء أسرة، إيقاع الحياة نفسه أصبح سريعا. وكثيرًا ما نخاف من الفشل، ونسعى جاهدين حتى لا نتعرض له، وغالبًا ما نرى مرحلة الفشل من أصعب المراحل في حياتنا. دائمًا ما نردد أن كل فشل يليه نجاح، وأن نستغل هذا الفشل ونعمل لنستفيد منه و نتعلم من أخطائنا.

ولا بد أن يكون دفعةً لنا للأمام، أحيانًا ما يكون هذا ممكنً، وأحيانًا نضعف ونحتاج للوقت للنهوض.

لكن هل من الممكن أن يكون الفشل ضروري لنجاح العمل؟

لا بد أن نعترف أن الخوف من الفشل هو ما يمنع العديد من الناس من اتخاذ قراراتهم، رغم أن الفشل وحده هو أحد مراحل التعلم الفعالة، وتحويل الفشل لنجاح هذه أحد التحديات التي يجب أن نعمل عليها، ولكن هذا يعتمد على الشخصية نفسها وكيفية تعاملها مع هذه الأمور فقد يكون الفشل بالنسبة لها هي نهاية المرحلة.

لا أحد يستطيع امتلاك صبر أيوب، وإلا لما اعتبرناه جميعا أيقونة الصبر، في بعض المجتمعات غير العربية لديهم أيضا نفس المقولة ولكن بطريقة مختلفة.

والصبر على النفس أراه من أكثر ما نحتاجه هذه الأيام، كلنا نحاول بدأ مشاريع جديدة وحين نتعرقل في اول خطوة للفشل ننسحب، بدلا من الصبر على أنفسنا وإعطاءها الوقت للتعلم والفرصة للخطأ.

نتوقف عن السعي لأننا نرى نماذج الناجحين حولنا كثيرة، لكن لم يخبرنا أحد بأنهم فشلوا مرارًا وتكرارًا حتى يصلوا إلى محطة النجاح، وكيف لنا أن نقارن أنفسنا وإيماننا بإيمان نبي الله أيوب؟

لم أشاهد شخصًا ناجحًا في حياتي إلا وأجده يتحدث عن عشرات المرات التى تعرض فيها للتعثر والسوط والأوقات الصعبة التي مر بها ، حتى نحن أثناء دراستنا نشعر بالتعب والممل من المذاكرة طوال الفصل الدراسي ونشعر بالضغط العصبي والتوتر الشديد ونسيان المعلومات في أوقات الاختبارات

وننسى كل ذلك التعب والإرهاق الذي مررنا به بمجرد ظهور النتيجة ومشاهدة كلمة "ناجح"

هكذا هي الحياة، نتعب ونفشل ونسقط أحيانًا، لكننا إذا صبرنا على ذلك فإننا سوف ننسى كل ما مررنا به من صعوبات بمجرد وصولنا إلى النجاح

لهذا علينا أن نستمر حتى نصل إلى تلك اللحظة