دائمًا ما نقول "المتهم برئ حتى تُثبت إدانته،" لكن لِما لم يخطر على بال أحد أن المتهم قد يكون "جانٍ حتى تُثبت براءته؟" ولست أتحدث هنا عن السياق الجنائي، بالله كيف لشخص حوله علامات استفهام سواء أكان متعمدًا إثارتها أم لا أفترض فيه حسن الظن؟
المتهم جانِ حتى تُثبت براءته
ولكن أ. أحمد ليس من مصلحة أحد أن نأخذ الناس بسوء الظن، وأن يكونوا للاتهام أقرب، وكما يقولون : ما أكثر المظاليم في السجون. مرارة المثل هي مرارة الظلم ، وفي رأيي ان نبرئ متهم وهو جاني فنتركه حرا بغير عقاب أفضل من أن نوقع العقوبة على بريء بتهمة لم يفعلها.
ففي الأولى : وبرغم كونه جاني لكن أمامه فرصة اخرى ليصلح حاله بدون عقوبة ، في ستر الله.
وفي الثانية : فقد قضينا على حياة بريء وأعدمناه أو سجناه وتركنا لأولاده الفضيحة والعار جراء ذنب لم يرتكبه.
وياليت جهات التحقيق والمجرمين أنفسهم يعرفون خطورة وفداحة الإهمال في التحري والبحث وجريمة التهرب من العقوبة مع يقينهم بأن من سيدفع ثمنها ابرياء، إنها جريمة مضاعفة.
أهلاً أحمد!
لا يتعلق الأمر بالشك أو بالثقة، بل بحقي المدني في عدم التعرض لي بدون دليل يضعني في قفص الإستحواب. أما التعاون مع أجهزة إنفاذ القانون أمر محمود ولكن غير ملزم، وهذا يخبرونك به، لك الحرية في الخروج من هذا الباب في أي وقت شئت، أنت لست متهمًا، أنت فقط هنا لغاية مشتركة: الكشف عن الحقيقة ومحاسبة المخطئ.
المعنى لكل منهما يختلف عن الاخر .
المتهم بريء حتى تثبت إدانته يعني عدم وجود أدلة كافية حول هذا المتهم ليكون مجرمًا بينما المتهم جانٍ حتى تثبت براءته فهنا وكأن الادلة متوفرة وهو بحاجة لإيجاد أدلة مغايرة لها لتعكس حقيقته .
ولكن حقيقة الأمر أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، في البداية التساؤلات و الشكوك حول هذا الشخض هو ما تدفعه ليكون محل شبهة وبعدها تبدأ السلطات بإيجاد الأدلة ضده، طالما لم تتوافر الأدلة في البداية فهو بريء فكيف نطلق عليه لفظ الجاني بسبب تساؤلات او ماضي او شكوك لدينا نحوه؟
لان ذلك المبدأ عملي أكثر تخيل ان تتهم حتى تثبت البراءة يعني ستشك بالطبيب انه يخدعك او انه غير مرهل وبالبائع انه يغش وبالحارس انه لا يبالي وبي انني لا اكتب راي الحقيقي وبموقع حسوب انه يستغلك وانت تنشر ويعدل منشوراتك قبل عرضها لنا وانه يعدل تعليقي فما اكتبه واراه يختلف بشكل جزءي عم تراه انت وردك سيتم تعديله
وان الجامعة عندما وزعت العلامات كنت انت تفدم امتحانا مختلفا عن باقي الطلاب اصعب بكثير منهم وان التصحيح كان فيه نسبة غش عالية وهكذا تدخل في هوس لا حد له من الشك وحينها لن تشعر بالهدوء مع الحياة ...
الأمر لا يقوم على ذلك المبدأ يا صديقي، وإنما يقوم على مبدأ خشية أن يكون الرجل مظلومًا. فإذا كانت الأمور تتخذ مسار الاتهام، والقاضي أو المعني بالفصل في الحكم لا يمتلك أدلة قاطعة أو يداخل حكمه الشك، فهو يفضل أن يفرح عن المتهم حتى وإن كانت الحقيقة أنه جانٍ، وذلك حتى لا يؤدي ذلك إلى احتمالية الحكم على مظلوم، وإن كانت احتمالية ضئيلة.
تخيل السيناريو التالي ...
امتحان شهادة ثانوية.
احد الطلاب اثناء الامتحان صدر رنين من ساعته في معصمه...
جاء المراقب وقرر تطبيق مبدء المتهم جانٍ حتى تُثبت
فقام بسحب الاوراق وحجز ساعة اليد و اخراج الطالب من قاعة الامتحان ... وبعد عدة ساعات تم التأكد ان الصوت من الساعة مجرد منبه
لنتخيل نفس السيناريو مع مبدء المتهم بريء حتى تثبت ادانته
يحجز المراقب ساعة اليد حتى يتم التأكد منها. و يترك الطالب يستمر بالاجابة على الامتحان ... و بالاخير اذا تم التاكد من البرائة لم يخسر الطالب الامتحان ...
واذا كانت الساعة وسيلة غش فيتم ارفاقها بتقرير ويأخذ الطالب علامة الصفر ...
هذا مثال بسيط عن اهمية مبدء المتهم بريء
التعليقات