يقول الصحفي الفلسطيني عميد شحادة

في سجل أرقام الهاتف، أسماء موتى، أطلبهم، ولا أحد يجيب، لكن المرعب أن يرد آخرون.
أتصل برقم رفيق ميت، فيرد أخوه: ألو تفضل مين عميد معلش أنا ما بعرفك بس اسمك مسجل في تلفون أخوي الله يرحمه. أنا رفيق الميت، فقط، هذا كل شيء.
وترد زوجة رفيق آخر مات قبل سنوات رميا بالرصاص: ألو استحي على حالك بتتصل على بنات الناس بنص الليل. بل أتصل على الموتى.
أتصل على الأجساد التي همدت، أريد أن أفهم ما الذي جرى، وكيف عاشت أرقامهم أكثر مما عاشوا، وأين وصلت الديدان في مهمة التخليص عليهم.
كل تلك الأجساد العظيمة، تحولت إلى عظم تافه. أرقام رفاقي الميتين ترعبني.
أتصل بهم، ولا أحد يجيب.
المرعب أن يرد آخرون بدلا منهم.

ألهمني بشدة كلام الصحفي عميد شحادة ... واتسأل، بعد 50 عام مثلاً ! ما هو مصير حسابات التواصل الاجتماعي للموتى؟ سوف يتركون بصماتهم وذكرياتهم في كل مكان يحمل تفاصيل هذا العالم الوهمي ... أتذكر أسماء بعض الأصدقاء ممن اصبحوا في العالم الأخر، وابحث عن حساباتهم الشخصية، كم هو مؤلم ذلك !

حتى مع الأحياء الأموات بالنسبة لنا، هذا مؤلم !