أيهما أقل سوءا... معلم يعطي المادة بشرح سيء أم معلم يعطي نصف المادة بشرح جيد ؟؟

أهلًا محمد،

أعتقد أن هذه المساهمة مناسبة لمجتمع التعلم والتعليم،ليحصل عليها نقاش أكبر.

عمومًا أعتقد أنه أحيانًا المادة قد تحتوي على حشو في المعلومات،فلِم لا أخذ الأشياء المهمة من المنهاج وشرحه بشكل جيد

وتجاهل كل معلومة يتم وضعها في المنهاج مجرد حشو كمعلم؟!

حتى بخصوص المواد العلمية كالفيزياء والرياضيات،فمِن المفترض أن أكتفي على كل نظرية أ ومعادلة أو حتى موضوع ما بمثال وسؤال يتم شرحه في الحصة الدراسية،أما باقي الأمثلة والأسئلة يمكن للطالب أن يطلع عليها في منزله،وأي استفسار حولها يمكنه اخباره معلمهِ.

فأنا أفضل أن يكون المعلم جيدًا قي طريقة شرحه وخاصًة للمواد العلمية وفي نفس الوقت أن يتطرق لجميع مواضيع المنهاج مع التخلي عن الأشياء الإضافية.

لنجعل الكلام في البداية عن الهدف من التعليم

هل الهدف أخذ المنهج كاملًا بأي صورة، أم الهدف هو التحصيل والفهم؟

أعتقد أن الهدف الأساسي هو التحصيل والفهم، وهو واضح وجلي لكل شخص، ولكن بعض الأساتذة والدكاترة يجعلون هدفهم الأسمى إنهاء المنهج بأي شكلٍ كان.

عن نفسي لم أكن أحضر الكثير من الحاضرات في الجامعة بسبب تلك النقطة، وكنت أعتمد على شرحي لنفسي وعلى اليوتيوب.

ففي النهاية لن أتذكر سوى المفهوم فحسب، ولهذا كنت أضغط نفسي في أيام الإمتحانات لمحاولة فهم باقي المنهج بسبب تعنت الدكاترة في الشرح، وقرائتهم للكلام ليس إلا!

الاول طبعا أكثر سوءا لأن دور الأستاذ هو توصيل الفكرة للطالب ومشاركة الحصيلة المعرفية التي اكتسبها طيلة مشواره الدراسي والمهني مع طلبته  فالأستاذ الذي يعطي شرحا سيئا لا يستحق أساسا أن يكون أستاذا لأنه يفتقر للضمير المهني و الذي يفرض عليه القيام بواجبه المهني كأستاذ و في المقابل انا احترم الأستاذ الذي يعطي نصف المادة بشرح جيد لأنه يعطي لطلبته فقط النقط الاساسية والمحاور الجوهرية ومن ثم يترك لهم مجال للبحث أكثر والتعمق في المادة فالطالب الباحث والتلميذ بصفة عامة لا يجب انأن يكتفي فقط بالمحاضرات الحضورية و إنما يجب أن يتعلم منهجية البحث عن المعلومة والقراءة والتحليل لبناء شخصية قوية ولإغناء ما له من رصيد معرفي

عن نفسي أفضل أن أفهم نصف المادة بشكل ممتاز على أن أختم المنهج بفهم جيد، وخاصة في المواد العلمية التي يصبح التأسيس فيها فيصلًا.

وباعتقادي أن هذا هو أصل مشاكل غالبية الطلبة مع مواد مثل الفيزياء والميكانيكا حيث لم تكن لدى المدرسين الكفاءة الكافية لإيصال المعلومة بشكل واضح للطلبة فبقوا يعانوا منها حتى تخرجهم.

ولدي تجربة طبعًا في هذا الصدد حيث قضيت الصف الأول والثاني الثانوي أرتعب من رؤية كتابي الفيزياء والرياضيات وفي الصف الثالث درسنا مدرس ممتاز جدًا للفيزياء صدقًا شعرت كم هي سهلة وكنت أحيانًا أستمتع بالحل، تخيل؟

الخروج بعدد قليل من المعلومات أفضل من الخروج بلا شيء ولهذا فإن خيار المعلم الذي يشرح نصف المنهج بشكل جيد هو المفضل. وأيضا الهدف الأساسي من وجود المعلم هو شرح المنهج وإلا يمكننا البقاء في منزلنا مع كتب المنهج ومراجعتها بمفردنا، الآن مع تطور الأنترنت ووجوود العديد من الكتب والمعلمين على يوتيوب أصبح يمكننا التعلم بشكل ذاتي، طبعا هذا دون أن أذكر إمكانية القيام بالدروس الخصوصية.

وملاحظة أخرى، معظم المناهج التعليمية أصبحت طويلة جدا، في بلدي على الأقل نعاني من مشكل مشابه، ويبدو أن الهدف من صنع المنهج بهذه الطريقة ليس شرح الأستاذ لجميع المواضيع الموجودة فيه بل لفت انتباه التلاميذ وتوجيههم للمواضيع التي يجب أن يتعلموها في هذا المستوى.

الاثنين سيئان، لكن الثاني أقل سوءاً. كما يقال قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه.

أرى أن الحالة الأولى أقل سوءا.. لأن المناهج تراكمية تعتمد على ما يوجد بالمناهج للصف السابق لها.. فمعرفة قليلة بكل درس أفضل من المعرفة الجيدة بنصف الدروس (النصف الأخر لا تدري ما هو أصلا), حيث أنك تستطيع أن تستدرك الدروس الجديدة في الصف الجديد والتي تعتمد على معلومات الكتاب للصف السابق.

ينطبق الأمر كثيرا على مواد الرياضيات والعلوم.